رئيس التحرير
عصام كامل

مصر وقطر والسعودية وتركيا يحضرون لـ"جنيف 2" برعاية الناتو وواشنطن.. قوات أمريكية تدرب الجيش الحر.. 800 مسلح سوري تلقوا تأهليا على يد "بلاك ووتر".. عمان تطالب بنشر صواريخ باتريوت على حدودها مع دمشق

فيتو

ذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن اجتماعاً عقد بالأمس في الأردن وبمعرفة إسرائيل للتباحث وإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية، لتجنب شعبها المعاناة ووقف شلال الدم، مشيرة إلى أن الاجتماع انتهى بعدد من الإملاءات والشروط التي أرادوا فرضها على سوريا، وإعلان الاستعداد للتدخل بشؤونهم .

وشارك في الاجتماع الذي عقد بالأردن المملكة السعودية وتركيا ومصر وقطر، وأدارت الجلسة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والدولة المضيفة الأردن، وأن الاجتماع لم يضم أيا من أطياف الشعب السوري.
عقد الاجتماع تحت عنوان التحضير لمؤتمر" جنيف 2 " الذي اقترحته روسيا والولايات المتحدة الأمريكية لإنهاء الأزمة في سورية سلمياً، نتيجة الاجتماع كشف عنها وزير الخارجية البريطاني وليام هيج عندما طرح "تقديم مساعدات للجيش الأردني هدفها تيسير عبور اللاجئين السوريين دون أن يفصح عن طبيعة هذه المساعدات".
وأوضحت الوكالة أن الأردن وللمرة الأولى منذ بداية الأزمة في سورية تطالب بنشر صواريخ باتريوت على حدودها الشمالية؛ حسبما جاء على لسان رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور الذي عبر عن رغبة بلاده "بنشر صواريخ باتريوت على الشريط الحدودي مع سورية لمواجهة أي تداعيات قد تحصل على الأراضي السورية في حال حدوث تدخل خارجي".

والشيء الغريب- حسبما ذكرته سانا- أن الأردن لم يطالب بنشر هذه الصواريخ على الحدود الغربية لدرء خطر الاعتداءات الإسرائيلية التي طالت معظم الدول العربية وخاصة فلسطين, التي يعمل المجتمع العربي والغربي عن تصفية تركتها وتقاسم ما بقي منها, مشيرة إلى أن ذلك يأتي عبر- ما أسمته- اختراع قطري أردني مصري سعودي سمي "مبادرة تبادل الأراضي".
وذكرت سانا أن الأدوار تم تقسيمها والجميع أخذ تعليماته من "الصهيو أمريكي" وبدأ بالعمل على تنفيذها, فالحكومة الأردنية عملت على استقبال اللاجئين إليها عبر فتح معسكرات للتدريب والمتاجرة بالمهجرين واستثمار وجودهم في السمسرة.
وطالبت سورية الأردن على لسان سفيرها في عمان "أن ينأى بنفسه وألا يقبل بإستخدام أراضيه مقراً وممراً للإرهابيين, لأن قسما منهم سيعود إلى الأردن فأمن الأردن من أمن سورية وأمن عمان من أمن دمشق".
وقامت الأردن منذ بداية الأزمة- وبتمويل قطري سعودي- بفتح معسكرات لا تتوفر فيها مقومات الحد الأدنى للإنسانية لإيواء آلاف السوريين وجعلت من مخيم الزعتري ملاذاً لمختلف القوى والتيارات المناهضة, لإيجاد حل سلمي حقيقي يجنب سورية وشعبها استمرار نزيف الدماء.
وذكرت صحيفة لوفيجارو الفرنسية أن "واشنطن وبعض الدول الداعمة للمعارضة المسلحة في سوريا طورت موقفها عبر مدربين أمريكيين يقومون بتدريب عناصر "الجيش الحر" على الأراضي الأردنية, وتقديم التدريب والإشراف وإعطاء النصائح للمتمردين السوريين".
واستندت الصحيفة في موضوعها لمعطيات مصدر عسكري فرنسي في منطقة الشرق الأوسط "أن هذا التدريب يجري منذ نهاية العام الماضي في أحد المراكز الخاصة شمال العاصمة الأردنية عمان" مشيرة إلى أن "عناصر القوات الخاصة الأمريكية تشارك مع قوات غربية أخرى في هذا التدريب بهدف تعزيز قدرات المعارضين الذين يواجهون في الواقع تفوقا للجيش السوري".
وأشارت الصحيفة إلى أن القوات الخاصة الأمريكية المنتشرة في الأردن تقوم باختراقات في الأراضي السورية للقيام بما تدعيه مراقبة "الأسلحة الكيميائية", وعلمت الصحيفة أن القوات الخاصة الأمريكية وحدات الدلتا انتشرت أيضا في "حريصا" شمال العاصمة اللبنانية بيروت وإن الهدف الرسمي المعلن من انتشارها هو تدريب لبنانيين, ولكن في الحقيقة هذه الوحدات تقوم بالتسلل إلى الأراضي السورية لتنفيذ عمليات مسلحة.
ولفتت لوفيجارو إلى أن الأمر يتم بمنتهى السرية وبصورة تتعارض بوضوح مع ما تعلنه الولايات المتحدة بأنها لا تدعم المجموعات المسلحة في سوريا.
وشف مصدر أردني مطلع للصحيفة "أن نحو 800 مسلح سوري تم تدريبهم في مراكز على الأراضي الأردنية على يد الشركة الأمنية الأمريكية "بلاك ووتر" والتي ثارت حولها ضجة كبرى في العراق بعد أن كانت تتسلم مهام أمنية من الاحتلال الأمريكي في العراق أثناء غزوه عام 2003.
وذكرت "سانا" أنه لم يعد بمقدور الأردن أن يدعي الحياد ففي كل يوم يقتل العديد من الأردنيين السلفيين على الأراضي السورية على يد الجيش العربي السوري في حين يعلن التيار السلفي الجهادي في الأردن القريب من "جبهة النصرة الإرهابية" أن عدد أنصاره الذين يقاتلون داخل الأراضي السورية وصل إلى 500 عنصر قتل منهم نحو 50.
ويقول السوريون المساندون للأسد:" أن سوريا المقاومة التي ساندت جميع اشقائها في مقاومتهم للغزو الأمريكي الإسرائيلي ليست وحيدة اليوم وأن كانت تواجه تجمع قوى الشر في العالم فهي تتكئ على شعبها وجيشها المغوار وتحافظ على علاقات متينة مع قوى فاعلة ومؤثرة على الساحة الدولية تبدأ بمحور المقاومة وتصل إلى روسيا والصين ومجموعة بريكس ومجموعة الألبا."
الجريدة الرسمية