أخلاقيات المهنة !
يمنح الدستور، وتمنح القوانين المصرية، الصحفيين حقوقًا كبيرة ومهمة كحقهم في حضور المناسبات والاجتماعات العامة، وحق سؤال الموظف العام والحصول على البيانات والمعلومات، وحق القذف "المباح" للمصلحة العامة وغيرها من الحقوق.. لكن يفرض السؤال نفسه: هل تغطية المناسبات الخاصة بالشخصيات العامة ونجوم المجتمع توفر الحقوق عينها؟! أم يحمي هذه المناسبات المواد التي تحمي الحياة الخاصة للمواطنين، ومن بينهم نجوم المجتمع والفنانين؟!
ما نعرفه أن حقوق الصحفيين يحصلون عليها للدفاع عن المجتمع وحقوق الناس.. ضد أي موظف عام فاسد أو منحرف أو مهمل.. وبالتالي فالحقوق ممنوحة للصحفيين للقيام بواجباتهم للتعبير عن الناس والنيابة عنهم في التصدي للفساد والإهمال وللدفاع عن المال العام، وكل المصالح العامة.
فهل من بين حقوق الناس متابعة أفراح وجنائز الفنانين والشخصيات العامة؟! وهل منعهم يعد عدوانًا على الصحافة والصحفيين، ويخضع لمواد منع الصحفي من القيام بعمله؟!
الأسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات شافية ووافية وفض اشتباك يجب أن يتم على أسرع ما يمكن.. بعد اشتباكات متتالية فرضت على الجميع الإجابة عن الأسئلة السابقة، واعتقادنا أن من واجب مجلس نقابة الصحفيين والهيئة الوطنية للصحافة الإجابة عنها ووضع النقط فوق الحروف بشأنها، أفضل كثيرًا من استمرار المشكلات اليومية بسبب ذلك.
وما يترتب عليها من سوء فهم تجاه مهنة مهمة وسامية تقدم للمجتمع المعرفة بكل أنواعها، وتقدم الخدمة الخبرية للجميع لتوفر حق الاطلاع على الأحداث والحوادث للمواطن، لكن حتى في هذه الأخيرة أصبحنا في حاجة لمراجعة حدود تغطية الصحفي للحوادث والجرائم وتقاطع المعلومة والخبر مع قيم المجتمع وأخلاقياته.. حيث تشهد أيضًا بعض التغطيات الصحفية انفلاتًا لا سابق له.
كل ما سبق يدعو، بل يفرض، مناقشة الأمر، وعلى وجه السرعة.. وحتى لو كنا نعرف الإجابات، أو بعضها، لكن من حق المجتمع أن يعرف!