رئيس التحرير
عصام كامل

«كيف الحريم».. النساء يشكلن 27% من نسبة المدمنين في مصر.. وخبراء يكشفون سر إقبالهن على المخدرات..المشكلات الأسرية في المقدمة.. والمهدئات كلمة السر لأول طريق الموت

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كشف الدكتور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة الإدمان، أن النساء يشكلن 27% من إجمالي المدمنين في مصر، في الفئة العمرية التي تتراوح بين 15 إلى 25 عاما، أو في عمر الأربعين عاما فما فوق، وأن نسبة السيدات اللاتي يذهبن إلى المراكز العلاجية للتعافي لا تتعدى الـ8%، كاسرا بذلك "التابوه" الذي اعتاد الجميع معرفته، وهو أن الإدمان عادة ذكورية فقط في مجتمعاتنا العربية.


الأسباب
وبالعودة إلى الدراسات والتقارير الطبية التي نشرت على مواقع الإنترنت، وإلى الدكتور عمرو عثمان نفسه، فضلا عن أحد مستشاري الطب النفسي، أجمعوا على أن هناك عدة عوامل وأسباب قد تدفع الفتاة أو السيدة المصرية إلى الإدمان، كالمشكلات الأسرية والضغط النفسي والجنسي منذ الطفولة، أو التعرض للحرية الزائدة خلال سنوات المراهقة والانضمام إلى مجموعة أصدقاء ضمن الشريحة المسماة بـ"المنفلتة أخلاقيا".

وأشارت العديد من الدراسات إلى أنه خلال الـ25 عاما الماضية، تفاقمت أعداد السيدات المدمنات، خاصة تلك الفئة التي تدمن على نوع مهديء ما، وتعتاد تناوله كل يوم على الأكثر، فضلا عن إدمان الحشيش والبانجو بين أوساط الفتيات اللاتي قد لا تتعدى أعمارهن الـ16 عاما، ومعظم الدراسات تعيد هذا الأمر برمته إلى مشكلات طفولية قد تلازم المرأة منذ سن صغيرة حتى تقدم العمر، فإذا كانت تتعرض للاضطهاد الجنسي أو التحرش أو العنف الجسدي وما إلى ذلك، تصبح أكثر عرضة لتجربة الإدمان أكثر من غيرها.

الهيروين
الدكتور عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة الإدمان، من جانبه قال لـ "فيتو" إن الإحصائية التي خرج بها كانت نتيجة لدراسات أجريت في عام 2014، مشيرا إلى أنهم مازالوا يجرون دراسات لمعرفة ما إذا كانت النسبة في ازدياد أم لا، مضيفًا: "ينتشر بين السيدات إدمان المهدئات، أما في السن الأصغر من 15 إلى 25 سنة فينتشر بينهن إدمان الهيروين والحشيش والبانجو، ولا أرى وجود اختلاف في أنواع المخدرات بين الرجل والأنثى إلا في العمر الكبير، نجد أن نسبة إدمان المهدئات عند السيدات أكثر من الرجل".

وأكد «عثمان» تواجد ظاهرة إدمان الفتيات في العالم كله، مشيرا إلى أن فكرة أن المخدرات ظاهرة ذكورية فقط خاطئة تماما، مشددا في الوقت نفسه على حاجتنا إلى برامج متخصصة لعلاج الإدمان، وطرق المكافحة في الحالتين مهمة، والكشف المبكر أيضا مهم جدا، وعمل مراكز علاجية متخصصة للسيدات المدمنات فقط، "نحاول من خلالها رفع وصمة الإدمان والتوعية بكونه مرضا".

أما الدكتور أحمد هلال أستاذ الطب النفسي، فيرى أن أسباب انتشار ظاهرة الإدمان بين السيدات، وخاصة إدمان المهدئات، يكون نتيجة حدوث مشكلة لها، فتستشير صيدليا أو أي طبيب نفسي غير متمكن فلا يرشدها إلى أن هذا الدواء إذا كثر استعماله سيتحول إلى إدمان، ولن تتمكن من التوقف عن تعاطيه أبدا، ومعظم السيدات تلجأن لهذه الحيلة إذا شعرن بوجود بعض الضغوط النفسية عليهن، متابعا :" المريض إذا تناول المهدئ وشعر بالراحة يعتاده دون أن يشعر، وأرى أن هذا الأمر سبب رئيسي في انتشار ظاهرة إدمان السيدات للمهدئات سواء الشديدة أو المتوسطة، ويسمى بالإدمان بالمصادفة، وهذا النوع من الإدمان ينتشر بين السيدات التي تصل أعمارهن من 40 عاما فيما فوق، وأرى أنه لا بد أن يكون لدى الطبيب الضمير اليقظ الذي يواجه به مريضه بألا يستمر في تعاطي مثل هذه الأدوية دون حرص كاف".

"نقلا عن العدد الورقي..."
الجريدة الرسمية