رئيس التحرير
عصام كامل

بعد عام من قرارات تصحيح مسار الرهبنة.. هل تغيرت حياة سكان الأديرة؟

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

مر عام كامل على مجموعة القرارات الثورية التي اتخذتها لجنة الرهبنة بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، لضبط الحياة الرهبانية، على خلفية مقتل الأنبا إبيفانيوس، أسقف ورئيس دير أبو مقار بوادي النطرون.


الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أصدرت، عقب الحادث الذي هز أروقة الكنيسة، وبين أن خللا ما أصاب الكيان الأقدم والأكبر في الشرق الأوسط، ١٢ قرارا، اعتبرها كثيرون أنها إعادة تصحيح المسار...

أعلنت الكنيسة هذه القرارات عقب انعقاد اجتماع لجنة الرهبنة وشؤون الأديرة بالمجمع المقدس برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، وحضور الأنبا دانيال، سكرتير المجمع المقدس، و19 من الآباء المطارنة والأساقفة رؤساء الأديرة وأعضاء اللجنة".

الكنيسة تبث سلسلة جديدة من" قصص للحياة "للبابا تواضروس

وذكرت الكنيسة آنذاك أن "الاجتماع ناقش انضباط الحياة الرهبانية والديرية في ضوء الحادث الأليم ووفاة الأنبا أبيفانيوس أسقف ورئيس دير القديس أبو مقار بوادي النطرون".


وأوردت الكنيسة أنه "بعد الصلاة والمناقشات الواسعة تم إصدار 12 قرارا يتعلق بالحياة الرهبانية، أولها وقف رهبنة أو قبول أخوة جدد في جميع الأديرة القبطية الأرثوذكسية داخل مصر لمدة عام يبدأ من أغسطس 2018 م.

وانتهى العام الذي كان مقررا فيه وقف قبول طلاب رهبنة جدد، بحلول أغسطس الجاري، وعليه كشفت مصادر أن بعض الأديرة بدأت في استقبال طلاب جدد، لكن بعد فحص دقيق جدا، وإجراءات مضافة إلى السابق، لتجنب ما قد يحدث عن القبول الخاطئ للأشخاص.

ورغم أن الكنيسة أعلنت تجريد من قام بإنشاء أديرة دون موافقة البطريركية، إلا أن الاهتمام بدير الأنبا كراس السائح تلاشى رويدا رويدا، وكأنه اختفى في ظروف غامضة، رغم أن الراهب الذي نصب نفسه رئيسا الدير خرج متحديا البابا نفسه، لكن شيئا ما قد حدث جعله يتوارى، أملا في أن يظهر قريبا..


اللجنة حددت أيضا عدد الرهبان في كل دير بحسب ظروفه وإمكانياته وعدم تجاوز هذا العدد لضبط الحياة الرهبانية وتجويد عمل الرهبانية، وإيقاف سيامة الرهبان في الدرجات الكهنوتية (القسيسية والقمصية) لمدة ثلاث سنوات، والالتزام بعدم حضور علمانيين على الإطلاق في الرسامات الرهبانية لحفظ الوقار والأصول الرهبانية الأصيلة.

كما قررت اللجنة وقف الرحلات للأديرة خلال فترة الصوم، محذرة من زيارة الأماكن غير المعترف بها وهي مسؤولية الإيبارشيات والكنائس، والاهتمام والتدقيق بحياة الراهب والتزامه الرهباني داخل الدير واهتمامه بأبديته التي خرج من أجلها ودون الحياد عنها.

ونجحت القرارات التي بدت حاسمة في تقليل ظهور الرهبان في وسائل الإعلام، لكنها كانت معيبة فيما أسمته تورط الرهبان في التعاملات المالية أو المشروعات خاصة أن بعضها كان منذ سنوات وهو ما لم يمكن تصفيته فجأة، في حين أنه يمكن للراهب الفكاك من قرار منع التواجد خارج الدير بدون مبرر والخروج والزيارات بدون إذن مسبق من رئيس الدير، لأنه يمكن التلاعب فيه بسهولة.

حسابات التواصل الاجتماعي، وإغلاقها كان قرارا صعبا على بعض الرهبان الذين ارتبطوا من خلاله بتعاملات روحية واجتماعية، كما أن البعض بدا متحفزا للإغلاق، لكن شيئا فشيئا بدأت الأمور تتغير، وأطل علينا بعضهم من هذه النوافذ الاجتماعية.
الجريدة الرسمية