رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي وكوشنر ولقاء "وضع النقط على الحروف"!


السؤال المنطقي: هل جاء "كوشنر" إلى القاهرة ويقطع كل هذه المسافة بكل هذا الوقت لكي يقول إن علاقاتنا مع مصر متميزة؟ وهل جاء إلى القاهرة ليبدي إعجابه بحرب مصر على الإرهاب؟ والسؤال المنطقي الآخر: هل منح الرئيس وقته ليلتقي "كوشنر" ليبلغه أن "مصر علاقاتها بالولايات المتحدة إستراتيجية"؟ أو ليبلغه فقط وبلا سبب أن مصر "تؤيد حل الدولتين"؟ و"وفق القرارات التي صدرت من الأمم المتحدة"؟


من يعتقد في ذلك يسيء الظن بأوقات الرؤساء ومشاغلهم، إنما المنطقي في جولة لمستشار "ترامب" في المنطقة تضم إسرائيل والأردن ومصر ودول أخرى أن تكون في جعبته مطالب ما.. رغبات ما.. أسئلة محددة ما.. فما هي المطالب.. الرغبات.. الأسئلة التي يمكن أن يتحدث فيها الرجل؟!

على أكثر من صعيد نرصد أن رد مصر على مؤتمر البحرين الشهير بـ"ورشة صفقة القرن" يحمل الرد المصري على المشروع كله.. فلا يعقل أن تكون مصر داعمة للمؤتمر ويكون تمثيلها فيه بوكيل وزارة المالية!! وبالطبع مع احترامنا لهذا المستوى داخل وزارة المالية بل وكل الوزارات المصرية إلا أنه في التمثيل السياسي يحمل دلالة أقل تمثيل ممكن.. وبالتالي لو أرادت مصر العكس لأرسلت أكثر من وزير من وزراء المالية والاستثمار والتعاون الدولي.. أو على الأقل الأقل واحد منهم وهو ما لم يحدث!

بالتأمل في نشاط الرئيس السيسي نجده استقبل قبل يومين العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.. وبالنظر اليوم لردود مصر والأردن على "كوشنر" نجدها إلى حدود التطابق! وبالتالي ما قاله "كوشنر" في الأردن قاله في القاهرة والرد واحد، وبالتالي فالزيارة لهدف واحد ومحدد!

أمس نقلت صحيفة الوطن السعودية عن مسئول مصري لم تذكر اسمه أن الرئيس "السيسي" أكد لـ"كوشنر" رفض مصر أي مساس بأرض سيناء في أي صفقة.. بينما نفى مصدر آخر لـ"روسيا اليوم" لم يذكر اسمه أيضا أي حديث للرئيس عن سيناء! لكنه أكد "لأن الموقف من سيناء حسمه الرئيس "السيسي" مع أمريكا قبل ذلك"!

وبالتالي فالأقرب للمنطق يقول إن الذي تحدث عن سيناء كان "كوشنر" وكان الرد من الرئيس هو: "قلنا قبل الآن ونؤكد أن لا حل للقضية الفلسطينية إلا الحل العادل المبني على فكرة الدولتين وعلى قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية.. وهذا آخر كلام لنا في ذلك"!

المؤسف أننا لن نجد حرفا على لسان كل من هاجموا مصر والرئيس بسبب ما سمي بـ"صفقة القرن"! سيختفون الآن تماما.. وسيخرسون!
ماتت صفقة القرن!
الجريدة الرسمية