الفشلة
فاشل هو من يتتبع عورات الناس ويفشي أسرارهم دونما وازع من أدب أو أخلاق أو ضمير، وفاشل أيضا من لم يستطع مواكبة الأحداث فراح يشتم القدر ويبغض الحياة، وفاشل أيضا من اقتطع كلمة أو حكمة نشرها زميل على وسائل التواصل الاجتماعى ولم يشر إلى قائلها متى أمكنه ذلك..
وفاشل أيضا من أعوج عن الطريق الصحيح وراح يتبع المنحنيات، وفاشل أيضا من جاءته الفرص ولم يحسن استغلالها، وكذا من استغل الفرص بغير حق، وانتهب من زملائه ترقية أو منصب هو ليس أهلا له، ولا جديرا بملئه، وكذا فاشل أيضا من لم ينل علما ولا محمدة في هذه الحياة، وفاشل أيضا من لم يستطع تدبير أموره وتحسين أحواله متى استطاع إلى ذلك سبيل، وفاشل أيضا من كان له حق أضاعه بإهمال أو تقصير.
هؤلاء موجودون بكثرة في هذه الحياة، وتراهم دائما ما يسيئون لها وللأقدار، بدعوى أنها ظلمتهم ولم تعطهم أمانيهم ولم تذقهم يوما طيبا وتراهم ناقمين ساخطين، ولو أنهم أنصفوا لجلسوا في أماكنهم ولم يبرحوها أو يتقهقروا عنها..
ولكنهم دائما وأبدا خانعون ينتهزون الفرص لكيل السباب واللعان لهذه الحياة، وكأنها كانت سبب فساد ضمائرهم وأخلاقهم، وقلة عزائمهم، وكأنها هي المسئولة عما يحدث لهم من مصائب وكوارث هم في الأساس بعض أسبابها ولكنهم لا يدركون ذلك!