أين السياحة الريفية في مصر؟!
يخطئ من يتصور ارتباط الريف في مصر، بمآسي الفقر والجوع والجهل، فلقد حبا الله، بلادنا مشاهد ربما تعجز الأقلام عن رصدها، لكن يبدو أن تلك المشاهد «لا محل لها من الإعراب»، لدى القائمين على صناعة الصورة.
قد يبدو طرح كاتب هذه السطور ضربًا من الخيال، ولكن الحقيقة أن الريف المصري لا زال بحاجة إلى إعادة اكتشاف، فمناطق الخضرة الساحرة زاهية الألوان بالوجهين القبلي والبحري على السواء، لا ينبغي التعامل معها على المستوى الاقتصادي باعتبارها مصدرًا للمنتجات الصناعية فقط.
إن من يشاهد سحر الطبيعة الخلاب في ريف مصر يستعيد كلمات الراحل "صلاح جاهين" حينما خالطها صوت حنون للفنان الراحل "محمد طه" حينما شدا مرددا «مصر جميلة وأصيلة فيها ولدي وفيها بلدي/ أنا ابن المنوفية وصعيدي يا سيدي/ وسيدي كان فلاح وأصلي فلاح وحي على الفلاح/ وأبو زرع طيب يقول حي لي الإصلاح.. ».
إن مجرد عرض مواد داعمة للسياحة في مصر بفواصل القنوات الفضائية بـ «برومو» لا يتجاوز دقائق قليلة، أمر لا يضمن دعما للسياحة، فعلي الجهات ذات الصلة أن تبرز قيمة الريف المصري على حقيقته، فلقد نجد أنفسنا أمام نوع جديد من السياحة، لن يكلف الدولة كثيرا، اللهم إلا عمليات تطوير عادية للبنية التحتية بالقرى، ومزيد من الاهتمام بشبكات المواصلات بها.. والله من وراء القصد.