ثورة يوليو.. وملحمة الأحرار
في الساعة السادسة من مساء يوم ٢٦ يوليو ١٩٥٢ غادر الملك فاروق البلاد متوجها إلى إيطاليا، بعد أن استجاب لأوامر الضباط الأحرار الذين لحقوا به في الإسكندرية، حيث كان مقيمًا في قصر رأس التين، وتم محاصرة قصره لإحباط أي محاولة مضادة لثورة ٢٣ يوليو، ومن بعدها طويت صفحة الملكية وإعلان الجمهورية..
من الأسباب التي عجلت بالثورة هزيمة حرب ٤٨ وقضية الأسلحة الفاسدة، التي كانت سببًا في ظهور تنظيم الضباط الأحرار برئاسة البكباشي جمال عبد الناصر، الذي نجح في تحرير البلاد من الحكم الملكي الفاسد، وإعلان مبادئ الثورة في عام ٥٦..
الثورة الخالدة تعد من الأحداث المهمة في تاريخ مصر الحديث، فعن طريقها تحول نظام الحكم في مصر من النظام الملكي للنظام الجمهوري.. لقد وصلت مصر قبل الثورة لدرجة كبيرة من الاحتقان السياسي بسبب انتشار الفساد وتردي الأوضاع وسيطرة الاقطاع والاحتلال الإنجليزي، وكان لابد من مواجهة كل هذا الفساد الذي تفشي في مفاصل الحكم، من خلال تنظيم الضباط الأحرار من الجيش المصري، الذي خاض معركته بشجاعة، وسانده الشعب المصري الذي خرج لتأييد ثورة الأحرار..
وفي ١٨ يونيو ٥٦ خرج آخر جندي إنجليزي من مصر من القاعدة البريطانية بقناة السويس، بعد استعمار دام ٧٣ عامًا وتسعة أشهر وسبعة أيام.. وبعد ٦٧ عامًا على ذكري ثورة يوليو ما زال المصريون يتذكرون ملحمة الضباط الأحرار في تحرير البلاد من الملكية والاستعمار الإنجليزي، وأولي خطوات الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي..
هؤلاء الضباط الأحرار بزعامة عبد الناصر غيروا وجه تاريخ مصر، واستردوا الكرامة للمصريين، ووقفوا في وجه الأعداء.. ورغم رحيل عبد الناصر في٢٨ سبتمبر ١٩٧٠ فإنه ما زال حيًا في قلوب المصريين الشرفاء، وفي مقلات العيون، بمواقفه الشجاعة وتضحياته الباسلة من أجل مصر والمصريين.