وقائع ما جري في 2 أغسطس ونحن وأوروبا!
الصدفة دفعتنا لمعرفة ماذا جري في العالم في الثاني من أغسطس تحديدا، وهي ذكري احتلال الكويت عام 1990، فوجدنا أحداثا كثيرة جدا إلا أن بعضها يربطها رابط واحد، وقبل أن نناقشه نقول إن هذه الأحداث هي اجتياح ألمانيا دوقية لوكسمبورج ، وتوجه إنذارا لبلجيكا أثناء الحرب العالمية الأولى عام 1914..
كذلك انفصال ألمانيا الشرقية عن ألمانيا الاتحادية عام 1945، وأيضا ذكري انتصار الأسطول البريطاني على الأسطول الفرنسي عام 1798 في معركة أبي قير البحرية، ضمن معارك الحملة الفرنسية على مصر.. واستمر التنافس بل والصراع بين بريطانيا وفرنسا سنوات طويلة..
وهكذا أحداث أخرى شبيهة كلها تؤكد على دلالة مهمة.. أن أوروبا كلها حاربت أوروبا كلها، وأن الأحداث المذكورة سابقا والتي اختتمت بمأساة الحرب العالمية الثانية بضحاياها من عشرات الملايين بين قتلي وجرحي ومشردين.. كلها اعتبروها صفحة وطويت وانتهت القصة، ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، بل تحولت الدماء والنابلم والصواريخ إلى التعاون الكامل إلى حد تأسيس هذه الدول كلها لمنظمة الاتحاد الأوروبي الذي يتجه الآن إلى تأسيس دولة واحدة!
في بلادنا العربية يحد العكس.. العلاقات الجيدة تتدهور وتسوء.. والدول تتفكك وتنقسم وليس الدول تتحد وتتوحد.. والخلافات القديمة والتي هي آقل بآلاف المرات مما جري بين الدول الأوروبية يتم تجديدها كل حين لتنزف إلى الأبد وأن رياح الشر تنفخ على الدوام في المشكلات البينية العربية!
ما الفرق إذن بيننا وبينهم؟ الفرق بسيط جدا.. الوعي.. فقط الوعي الذي وصل بالعقل الأوروبي إلى إدراك أن التفكك ضعف وأن الاتحاد قوة.. ولم يكن ذلك على سبيل الإنشاء بل كان عمليا وتعيش أوروبا في رفاهية منذ سنوات طويلة!
الفرق أن المواطن هناك ينظر أمامه وليس خلفه.. يفكر بعقله وليس يصرخ ويهتف بلسانه وحنجرته.. بينهم من يعشق التفكير.. وبيننا من يعشق البكاء والعويل والثرثرة بلا فائدة! والمؤسف أن النخبة عندنا هي التي تقود الحالة السلبية المذكورة وليس هي التي تتصدي لها وتغيرها!
نقول بيننا وبينهم.. لأن بيننا أيضا جيدون يفكرون في كل شيء ويعملون عقولهم.. وهنا سنتحول إلي أوروبا لو عدد هؤلاء أصبح الأغلبية!