كيف استغلت الإخوان الدعوة إلى الله لخدمة أهدافها السياسية؟
طوال تاريخها وحتى اليوم، وجماعة الإخوان الإرهابية، تسعى لأستاذية العالم، هذه الفكرة الغريبة، التي لن تخرج من حزب سياسي كما قال البنا في رسائله، ولكنها ستخرج من الفكر والعقيدة الدينية، عبر نظام ومنهاج، لا يقيده جنس، ولا يقف دونه حاجز جغرافي، ما يؤكد أن الجماعة تستغل الدعوة لأغراض سياسية، دون أن يكون لديها القدرة والشجاعة على تحمل نتيجة مسارها السياسي المعلن.
حسن أبو هنية: الإسلام السياسي وجوده أصبح مهددا في المنطقة والعالم
حاول الإخوان منذ بدايتهم الإيحاء أنهم أصحاب رسول الله، والمبشرون بدعوته، وهذه الشعارات وحدها كانت كافية للانقلاب على جميع أنظمة البلدان العربية والإسلامية، والتخريب تحت راية الدين دون رقيب أو حسيب، باعتبار أن المنهج الإخواني المجدد لفكرة الخلافة، هو الطريق السوي، والصراط المستقيم، لأي مسلم، ودونه أي شيء آخر غير أمة الإسلام.
غمدان الدقيمي، الكاتب والباحث، يرى أن تيارات الإسلام السياسي والجماعات المتطرفة، وعلى رأسهم الإخوان، يستغلون مصطلح "الدعوة إلى الله" لخدمة أهداف سياسية ومصالح تنظيمية خاصة.
ويوضح الدقيمي، أن جماعة الإخوان التي تأسست في مارس 1928، كانت من أوائل الجماعات الإسلامية التي أصلت لهذا المصطلح، واستغلته لخدمة أهدافها السياسية السرية والعلنية.
ويضيف الباحث: منذ بداية مرحلة الدعاية والتعريف والتبشير بالفكرة وإيصالها إلى الجماهير من طبقات الشعب، ثم مرحلة التكوين وتخير الأنصار وإعداد الجنود وتعبئة الصفوف من بين هؤلاء المدعوين، ثم بعد ذلك كله مرحلة التنفيذ، جميعها مراحل جهاد لا هوادة فيه، وعمل متواصل في سبيل الوصول إلى الغاية، وامتحان وابتلاء لا يصبر عليهما إلا الإسلاميون، ولا يكفل النجاح في هذه المرحلة إلا "كمال الطاعة" للقيادات والفكرة والدينية.
بحسب رؤية البنا، في كتابه "رسائل الإمام"، الحكومات الإسلامية، تتعمد تجاهل القيام بواجبها في الدعوة إلى الإسلام، يقول الدقيمي ويتابع: دعوة الإخوان ليست في حقيقة أمرها، وليست إلا خروجًا عن المألوفات ومحاولة للتمرد علىً العادات والأوضاع، من أجل أهداف سياسية.