منتصر عمران يكتب: حول التصريحات البرهامية!!
تأتي تصريحات ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، الأخيرة التي تكشف فضائح الإخوان في ذات الوقت الذي تخرج فيه أيضًا تسريبات لأعضاء الإخوان تفضح قادتهم وتتهمهم بما لم يتهمهم به خصومهم السياسيون. وهو فساد في الذمم المالية لقادة الإخوان الذين يتولون دفة القيادة من أمثال محمود حسين، وإبراهيم منير.
فتصريحات الدكتور ياسر برهامي تأتي في سياق الخلاف السياسي والمنهجي بين الإخوان، وحزب النور، الذي ظهر منذ بداية انتخابات مجلس الشعب بعد ثورة يناير.
وكان هذا الخلاف يظهر حينًا ويختفي أخرى حتى كانت القاصمة عندما تم فصل مستشار مرسي ممثل الإخوان، وإعلان رئيس حزب النور الدكتور مخيون أن الإخوان يريدون أخونة الدولة، وبعدها ظهور ممثل حزب النور في بيان الرئيس السيسي، وهكذا نعلم أن العلاقة بين الإخوان وحزب ليست على مايرام، بل كان يعتريها الاحتراب المستتر.
وتأتي تصريحات برهامي بعد أن طفح التنظيم بما فيه باطنه من مؤامرات وفساد داخلي.. والحقيقة أن برهامي لم يأتٍ بجديد إلا أنها جاءت بصورة رسمية لأن القاصي والداني في التيار الإسلامي كان يعلم بما صرح به برهامي مؤخرًا، فموضوع تكوين ميليشيات تدافع عن حكم الإخوان ورئيسهم لأنهم كانوا لا يثقون من وجهة نظرهم في الشرطة ولا الجيش، وهذا ما أعلنه وقتها صفوت حجازي في مناسبات خاصة بالإخوان، وكانوا في طريقهم لفعل ذلك إلا أن الشعب لم يمنحهم الفرصة.
كما تؤكد هذه التصريحات البرهامية لتثبت للشعب المصري في هذا الوقت بالذات أن ما قام به الشعب ضد تنظيم الإخوان هو عين العقل لأن التنظيم داخله يحمل عوامل هدمه من فساد مالي وفشل سياسي، فكيف لمثل هذا التنظيم أن يقود دولة بحجم مصر؟! وليبرهن على أننا نسير على الطريق الصحيح لقيام دولة عظمى لها وزنها وشأنها، وأن تنظيم الإخوان كان لمصر بمثابة ورم سرطاني خبيث تم استصاله.. حتى ولو كانت تصريحات برهامي من ناحيته جاءت "تصفية حسابات".