محمود السعدنى يكتب: اللهم نسألك الصبر
في مجلة صباح الخير عام 1966 كتب الكاتب الصحفى محمود السعدنى مقالا كرويا قال فيه : يبدو أننى لن أكون من أهل الجنة، ولن انخرط يوم القيامة في طابور المؤمنين، لأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، وانا لدغت مرتين وفى أسبوع واحد ومن جحر واحد هو جحر مشهور بإستاد رأس البر.
هو في الحقيقة عينة إستاد، هو خرابة يحيط بها كراسى من كل جانب، تولى فيه ضباط البوليس الجلوس على الكراسى في الشمس، وتولى المتفرجون الجلوس على الأرض في الشمس.
كما تولى بتوع المحافظة الجلوس تحت التندة والفرجة في وقار، وتولى اللعيبة الرمح داخل الملعب بدون كورة، لأن كل شوطة جامدة تقذف بالكورة خلف الاسوار.
كانت المباراة بين دمياط وفريق الطيران، واسمه الآن فريق مصر الجديدة وهو فريق بلا جمهور، ولعيبة سكلانس فيهم العبقرى مثل أحمد ماهر وفيهم الارزقى مثل أحمد بدوى وانسب اسم لفريق الطيران هو فريق المطاريد..
هو يضم أشهر المطرودين من نواديهم.. عادل زين من القناة، ومحمد بدوى من المصرى، وانا والله العظيم متغاظ لأنه هزم دمياط، وهو لم يهزمها لأنه يلعب احسن ولكن لأن دمياط بتلعب اسوأ فكأنه بيلعب كومى.
والولد الكرارتى اللى المفروض فيه أن يتولى القش تحول إلى شايب فلم يقش احدا، والعشرة الطيبة عهدى ايوب تحول إلى عشرة سباتى، وحارس المرمى البساطى اخذ بساطه واختفى وحل محله ولد فلاح وقف يحرس المرمى كأنه يحرس غيط قصب وممنوع التعدى على حدود الغيط.
أما محمد بدوى فقد وقف يهنكر في الملعب وبدا في الملعب كأنه سمسار عشش فهلوى في موسم شديد الكساد مهمته الوحيدة تلزيق العشة لأى زبون وبأى ثمن.
أما فريق دمياط فقد كذب اشاعة بخل الدمايطة، لأنهم كانوا كرماء ولم يتأخروا مرة عن إعطاء الكورة كلما وصلتهم لبتوع الطيران وأهدوهم الهدف الوحيد في المرمى الذي سجله مهجم الطيران في حراسة وتحت رعاية دفاع دمياط كله.
عموما كانت المباراة فصل من التراجيديا الهائلة.