رئيس التحرير
عصام كامل

خطايا خالد صلاح!


تعالت صيحات الجهاد الإخواني في بلاد العثمانية الجديدة، تلعن "سنسافيل" أبو خالد صلاح رئيس تحرير اليوم السابع، وهي في جهادها الشاذ لم تمارس ما ليس فيها، بل أتت الجماعة بكل جذورها الفكرية وأبجديات حروبها القديمة والحديثة، لتعلن من جديد فخرها بعمالتها لكل ما هو أجنبي، تحت شعار الوهم الذي ابتاعوه لأجيال ألغت عقولها، وأسكنت الأدمغة وهم الخلافة، حتى وإن جاءت على صهوة جواد الاحتلال التركي، الذي نهب التاريخ قديما، ولا يزال يحلم باعتلاء صهوة الأمة هنا في قاهرة المعز.

خطايا خالد صلاح في عرف الجماعة أنه آمن -مثل كل مصرى غيور على بلاده- بأن وطنه أقدس من كل الجماعات، حتى وإن رفعت التأسلم شعارا زائفا، تداعب به أوهام شباب غض سلبت منه إرادته في غيبة الدولة، عندما كانت الجماعة مفردا سياسيا على خشبة المسرح، الذي ضج بروايات هابطة في زمن اللعب مع الجماعة، فدخلت البيوت وعاثت في الأرض فسادا، وكادت تفتك بالمعنى الحقيقى للوطن، عندما قال أحد قادتها للرئيس الفلسطيني أبو مازن: "إن كان في غزة مليون ونصف المليون مواطن فلسطيني فإن شبرا تسعهم"!!

منذ أيام قليلة تجاذبنا أطراف الحوار مع وزير الإعلام الفلسطيني نبيل أبو ردينة الذي كشف عن حجم الكارثة التي كان يخطط لها الإخوان عندما فاتحوا الرئيس أبو مازن، وحاولوا الضغط عليه للقبول بالبقاء في سيناء وطنا بديلا فماذا قال أبو مازن؟
 
قال الرجل: إن كل حبة رمل مصرية مقدسة في وجدان المصريين، وفي وجدان الفلسطينيين، ولن نقبل بغير أراضينا، ولن نترك منها ذرة رمل واحدة.

هذه هي الجماعة التي اصطنعت أوراقا تتهم فيها خالد صلاح بأمور هم أكثر من مارسها اجتماعيا وسياسيا وتاريخيا.. هم أصحاب جواز ممارسة الشذوذ في السجون.. أينكرون ما جاء في تحقيقات رسمية من طلب شاب سجين نقله من زنزانته بسبب اغتصابه المتتالى عن طريق قيادى من الحركة، التي يقولون عنها إسلامية، وحصوله على فتوى بجواز ذلك؟! 

أليس مرشدهم من طلب من فكري الجزار وهو في السبعين من عمره أن يطلق زوجته لأنها انتقدت المرشد في جلسة خاصة؟ ألم يحاصروا الجزار اقتصاديا لأن الرجل قال "إن الله لا يرضى أبدا أن أطلق رفيقة عمري"؟! ومات الرجل مكلوما محسورا.

ما كان ينبغى على خالد صلاح أن يرد على مراهقة حتى في التزوير.. فأوراقهم من ظاهرها تكشف إفكهم، ولنطرح السؤال من جديد: كيف يسمون من اختار العمل من قلعة الاحتلال العثماني الجديد ضد بلاده؟ من تحالف مع صبيان العمالة في قطر ضد وطنه ؟ من استعصم بواشنطن وعصابات الصهيونية العالمية للبقاء جاثما على صدر مصر، محتلا تاريخها، وطامسا هويتها ساعيا إلى خلعها من جذورها ومطاردة أقباطها ومفكريها وكتّابها؟ 

من سهل الطريق لاحتلال تركي للمنطقة كلها وليس مصر فقط؟ من أراد العبث بأمن الخليج وجهز شياطين الجماعة لاحتلاله؟ من فتح الحدود أمام العصابات والمجرمين والإرهابيين من كل الجنسيات؟ من زرع الشوك في سيناء وبين أهلها وأساء إلى مناضليها؟ من ذهب إلى البيت الأبيض ظنا منه أن مصر تلين أو تهون أو تنكسر؟

 أليس هذا هو الشذوذ والدونية والمهانة والاستهانة بشعب عظيم رفض بقاءهم أكثر من عام، لوثوا فيه الماء والأرض والهواء بأفكارهم السامة؟

ولكى نذكر الخاصة والعامة بحجم الجريمة التي كانت تخطط لها الجماعة، نذكر ما قاله سونر جاجابتاي أحد أهم الباحثين في الشئون التركية بمعهد واشنطن: "خلال بداية الانتفاضات العربية، بدا أن حظوظ أنقرة تزداد بالفعل في أرجاء هذه المنطقة ذات الأغلبية العربية، وبعد سقوط نظام حسني مبارك في مصر، سارع أردوغان (رئيس الوزراء آنذاك) لبناء نفوذ في القاهرة، ثم في عواصم إقليمية أخرى. 

وفي ذلك الوقت، وضع كل رهاناته على محمد مرسي، إسلامي سياسي زميل مرتبط بجماعة «الإخوان المسلمين» وكان مرشحًا للرئاسة في مصر، ولاحقًا اكتسب أردوغان نفوذًا كبيرًا في القاهرة، بعد وصول مرسي إلى كرسي السلطة في مصر في يونيو 2012، غير أنه عقب الإطاحة بالرئيس مرسي في صيف عام 2013، خسر أردوغان بين عشية وضحاها مكاسبه التي حققها في مصر بصورة كاملة تقريبًا".

هل غضب خالد صلاح بسبب تزويرهم الشخصي ضده، وهم الذين قرروا تسليم مصر بحجمها وتاريخها وقيمتها وقامتها للخليفة الجديد، الذي كان ولا يزال يحلم بحكم المنطقة العربية منطلقا من القاهرة؟.. هل انتظر خالد من جماعة تبيع وطنها للغير أن تحييه وتشكره لأنه يخوض ومعه فريق من الصحفيين الشرفاء معركة ضد أضاليل إعلامهم؟ هل تصور أن جماعة هذا تاريخها ترفع له القبعة لأنه يحارب من أجل وطن مستقل بلا تبعية ولا تنازل؟ إن كنت قد تصورت أن الذئب يحرس الغنم فلك أن تعتقد عكس ما فعلوا!!

الجريدة الرسمية