بعد نتائج بحث الدخل والإنفاق.. خبراء يكشفون أسباب احتلال أسيوط المحافظة الأكثر فقرا
أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد مساء أمس الإثنين، أن نسبة الفقر تقل في حضر الوجه القبلي إلى 30%، موضحا أن 26.7% من سكان المحافظات الحضرية فقراء.
وكشفت نتائج بحث الدخل والإنفاق والاستهلاك لعام 2017-2018، أن نسبة الفقر وصلت إلى أعلى مستوياتها في محافظة أسيوط، حيث بلغت 66.7%، يليها سوهاج حيث بلغت نسبة الفقر بها 59.6%، مشيرة إلى أن الفقراء يمثلون 32.5% من السكان ممن لا يستطيعون الوفاء باحتياجاتهم الأساسية من الغذاء وغيره.
تورصد "فيتو" خلال التقرير التالي آراء عدد من الخبراء لبيان أسباب التراجع الاقتصادي للمحافظة وارتفاع نسبة الفقر بها حتى احتلت المرتبة الأولى في المحافظات الأكثر فقرا على مستوى الجمهورية.
بداية أكد الدكتور محمد ربيع أستاذ الاقتصاد والمالية بأسيوط وكيل وزارة الضرائب العامة أن تراجع المستوى المادى لسكان أسيوط وارتفاع نسبة الفقر بها عن باقي المحافظات يعود في المقام الأول إلى تراجع الاستثمار وانعدام التنمية الاقتصادية مع ارتفاع عدد السكان.
وأضاف أن المحافظة تفتقر تماما للتنمية الاقتصادية والمسئولين يتجاهلون المناطق الصناعية بها، مشيرا إلى أن أسيوط يوجد بها مناطق صناعية ولا يوجد بها استثمار مما جعلها تموت اقتصاديا خاصة مع فكر السكان الذي يفتقر إلى التطوير ويفضل الوظيفة أو الهجرة عن الاستثمار بالمحافظة.
وأشار أستاذ الاقتصاد إلى أن المحافظة يوجد بها عوامل أخرى ساعدت في ارتفاع نسبة الفقر بين السكان ومنها أن أغلب الأموال بالمحافظة تذهب لحيازة الأسلحة بدلا من التنمية والاستثمار نظرا لارتفاع نسب الخصومات الثأرية والعلاقات الخشنة بين الناس وبعضها بالمحافظة عن غيرها من المحافظات فأقل خصومة ثأرية تستهلك 2 مليون جنيه أسلحة وذخيرة ومحاكم وخسائر مادية وتبوير أراضي.
كما أضافت الدكتور فاطمة الخياط وكيل وزارة التضامن ومدير عام مركز المعلومات سابقا، أن هناك عددا من الأسباب التي ساهمت في ارتفاع نسبة الفقر بالمحافظة ولعل أبرزها هي ارتفاع معدل الإنجاب وزيادة نسبة النمو السكانى مع ارتفاع متوسط عمر الإنسان مما جعل عدد السكان في ازدياد مستمر مع تضاؤل الوضع والمواد الاقتصادية.
وأكدت أن محافظة أسيوط ترتفع بها نسبة المواليد مع زيادة نسبة الجهل مما أدى إلى انفجار سكانى مع انخفاض المستوى الاقتصادى جعل الشريحة الأكبر بين السكان تحت خط الفقر وساهم في ارتفاع نسبة الفقراء مقارنة بالمحافظات الأخرى.
تشير النسب التي أجراها مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمحافظة أسيوط إلى أن نسبة المواليد ارتفعت خلال العامين الماضيين ٦،٨% وارتفع معدل الزيادة الطبيعية من ٢،٦٤% إلى ٢،٦٦% ويرجع ذلك إلى ارتفاع نسبة المواليد مقارنة بانخفاض نسبة الوفيات وزيادة متوسط عمر الإنسان، وأوصى المركز خلال دراسته الأخيرة ﺑﺿرورة الاﺳﺗﻣرار ﻓﻰ زﯾﺎدة أﻋداد ﻣراﻛز ﺗﻧظﯾم اﻷﺳرة ﺑﺎﻟﻣدن واﻟﻘرى وﻧﺷر اﻟوﻋﻰ اﻟﺛﻘﺎﻓﻰ ﺑﯾن اﻟﻣواطﻧﯾن وﺧﺎﺻﺔ في الريف واﻟﺣد ﻣن اﻹﻧﺟﺎب ﻏﯾر اﻟﻣﺧطط والاﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﺻﺣﺔ اﻹﻧﺟﺎﺑﯾﺔ والتباعد بين الولادات.
الإحصاء: ارتفاع معدل الفقر بمصر إلى ٣٢.٥% خلال عام ٢٠١٧
في سياق متصل أكد اللواء جمال نور الدين محافظ أسيوط أنه عقب إعلان نتائج بحث جهاز التعبئة والإحصاء وزيادة نسبة الفقر بالمحافظة هذا العام عن الأعوام السابقة تقوم المحافظة بعملية حصر للمناطق الأكثر فقرا والاحتياجات العاجلة للقرى المنعدمة والفقيرة بالتعاون مع أجهزة الدولة ومجلس الوزراء حتى يتم تطويرها من خلال مبادرة حياة كريمة التي يرعاها الرئيس عبدالفتاح السيسي والدولة والتي تستهدف تطوير القرى ليس فقط المرافق والطرق بل يمتد لتدريب الشباب وتشغيلهم.
وأوضح المحافظ أن المحافظة تتعاون بشكل رسمي مع مجلس جامعة أسيوط في وضع نموذج علمي يقدم حلولًا فاعلة وواقعية يتم تطبيقه على القرى الفقيرة من أجل تحقيق تطوير شامل في مستوى الخدمات المقدم بها لافتا إلى أن المحافظة تولى اهتماما كبيرا بالمناطق الصناعية ومن المتوقع أن تسير الأمور بشكل أفضل وخاصة بعد تخصيص عدد من المشروعات وفقا للإجراءات القانونية المعروفة بالاستعانة بالجامعة كمطور صناعي لمحافظة أسيوط.