كبير محققي الأمم المتحدة يدعو إلى تشكيل محكمة دولية لـ"داعش"
دعا رئيس فريق تحقيقات الأمم المتحدة حول جرائم تنظيم "داعش" الإرهابي إلى تشكيل محكمة دولية لمحاسبة أعضاء التنظيم والاستماع إلى ضحاياه، وذلك على غرار محكمة "نورنبيرغ" التي أنشئت لمحاكمة مجرمي الحرب النازيين في ألمانيا.
وأكد كريم خان، الذي يقود تحقيقات الأمم المتحدة حول جرائم تنظيم "داعش"، ضرورة تشكيل محكمة "نورنبيرغ" جديدة، لكن هذه المرة للاستماع إلى ضحايا التنظيم و"تفكيك" عقيدته.
ويقود خان فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من قبل تنظيم "داعش"، ومنذ العام الماضي يجول هذا المحامي البريطاني العراق مع نحو 80 شخصًا من أجل جمع الأدلة والشهادات.
وقال خان لفرانس برس إن تنظيم "داعش": "لم يكن عصابة أو جماعة متمردة متنقلة، كانت جانبا غير معتاد" بالنسبة للعدالة الدولية.
وأضاف أنه لم يكن لدى التنظيم أي محرمات، ويضيف: "من كان يعتقد أنه سيرى في القرن الحادي والعشرين، عملية صلب، إحراق رجال أحياء في أقفاص، واستعباد جنسي، وإلقاء رجال من الأسطح وقطع رءوس؟"، وكل ذلك تحت أعين الكاميرات".
ويشدد خان أنه رغم ذلك الرعب، تلك الجرائم "ليست جديدة (...) الجديد مع داعش هو الأيديولوجية التي تغذي الجماعة الإجرامية"، "مثل النازيين" من قبلهم.
وتمت محاكمة النازيين في ألمانيا في نورمبيرج عام 1945 و1946 في أول محكمة دولية في التاريخ أنشئت لمحاكمة مجرمي الحرب النازيين المسؤولين عن عمليات قتل يهود بشكل منهجي.
وتابع خان إنه "العراق والإنسانية يحتاجان إلى نورمبيرغ خاصة"، بعد مرحلة تنظيم "داعش".
"فصل سم داعش عن الطائفة السنية"
ويتابع خان القول إن نورمبيرغ "فصلت سم الفاشية عن الشعب الألماني"، مؤكدًا إنه: "لم تكن هناك مسئولية جماعية" بل أفراد مسئولون، ومدانون.
وبالتالي، فإن محكمة لتنظيم الدولة الإسلامية "قد تساعد على فصل سمّ داعش عن الطائفة السنية" الأقلية في العراق، الذي يشكل المسلمون الشيعة ثلثي سكانه.
وكما "علمت نورمبرغ ألمانيا وأوروبا"، فإن محاكمة لتنظيم داعش ستخدم العراق و"أطراف أخرى في العالم، حيث قد تكون هناك مكونات عرضة للسقوط في دعاية داعش"، وفق خان.
وأشار خان إلى أن ذلك سيساعد أيضًا في "إزالة الغموض وتفكيك هذه الأيديولوجية، ويمكن للجمهور (...) أن يدرك حقيقة واضحة: إنها الدولة الأقل إسلامية في الوجود". لكن الأساسي وفق المحامي هو ضمان "حق الضحايا في إسماع أصواتهم".
وستسمح القضايا التي يرفعها فريق تحقيق الأمم المتحدة للدول بالحكم في الجرائم، بغض النظر عن مكان ارتكابها وهوية الجناة والضحايا.
وبالفعل، فقد أجريت محاكمات، خصوصًا في فرنسا لهجمات تبناها تنظيم داعش، أو في ميونيخ حيث دينت ألمانية بعدما تركت فتاة أيزيدية "بيعت في سوق النخاسة"، تموت عطشًا.
وقامت الأمم المتحدة حتى الآن بتحليل ما يصل إلى 12 ألف جثة استخرجت من أكثر من مئتي مقبرة جماعية، و600 ألف شريط فيديو لجرائم تنظيم داعش، إضافة إلى 15 ألف وثيقة لبيروقراطية التنظيم نفسه.
هذا المحتوى من موقع دويتش فيلا اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل