«بايدينا هنغير».. عاملو قصر ثقافة طوخ يعيدون ترميمه بأنفسهم (صور)
قرروا محاربة البيروقراطية وروتين تنفيذ القرارات بأيديهم، دون انتظار مكاتبات ومخاطبات تعرقل مصالح المواطنين، هذا ما حدث بالفعل بقصر ثقافة مدينة طوخ، حيث يئس العاملون بقصر الثقافة من المكوث في شقق بالإيجار منذ إخلاء بيت الثقافة منذ نحو 8 سنوات بفعل وجود تشققات في السقف، حيث تم إخلاؤه حرصا على حياتهم، ومنذ ذلك الحين وهم متنقلين بين شقق الإيجار وغرفة بمجلس مدينة طوخ تبرع بها، بعد أن أصبحوا بدون مكان، لا يستطيعون ممارسة أي دور أو نشاط ثقافي.
ما بين الميزانيات غير المخصصة والخطط غير المدروسة ووعود بالإصلاح، قرر العاملون أن يضعوا نهاية للتشرد الذي يعانون منه، وعدم قدرتهم على ممارسة أنشطة ثقافية حقيقة لخدمة أهالي طوخ في 52 قرية تابعة لها بخلاف العزب، لا يوجد مكان واحد لممارسة الأنشطة الثقافية والفكرية.
بدأ العاملون بتجميع أموال من أنفسهم وتبرعاتهم الذاتية وفتحوا المكان وبدءوا في تجهيزه على نفقتهم وبأيدهم فالموظفات والموظفون وعلي رأسهم سليمان الزهيري مدير البيت بدءوا بالعمل الجماعي، بعضهم يحمل شكائر وأخرى تصنع الشاي وثالثة تنظف المكان والرابع يقوم بأعمال الطلاء وآخرون يجلبون الأدوات.
سليمان الزهيري مدير بيت الثقافة يقول إن المكان مغلق منذ 8 سنوات تقريبا إبان ثورة 25 يناير، بفعل وجود بعض التشققات في السقف، مشيرا إلى أنه من يومها والموظفون يستأجرون شقق بالإيجار ولا يستطيعون تقديم خدمة ثقافية تليق بطفل أو مواطن يحتاج لخدمة ثقافية حقيقية، موضحا أنهم فكروا في ضرورة الرجوع لموقعهم الأصلي وتطويره بجهودهم الذاتية، قائلا: «لا أظن أن أي ظلام في العالم بأسره قادر على أن يطفئ ضي شمعة واحدة، ولذلك فالموظفون لا يشعرون أنهم بمفردهم، ولكن الجميع يقف معهم معنويا ويدعمهم، لأن مشروعهم تنويري وهم مصرون على الاستمرار والافتتاح».
وأكمل الزهيري أن المشروع هو مشروع متكامل للمسلمين والأقباط والشباب والكبار، لأن الثقافة هي الإدارة الواحدة لمحاربة كل الأفكار المتطرفة، مشيرا إلى أن التغيير دائما يبدأ من أنفسنا، والمواطن إذا كانت لديه قناعات يدافع عنها مهما كانت الصعاب قائلا: «أحلم باليوم الذي أجد فيه بيت ثقافة طوخ منارة ثقافية تغير كل شيء لا يرضينا».
وتابع الزهيري إنه وزملاءه من الموظفين يحملون «الشكائر» والمعدات توفيرا لأجرة العامل، وأيضا يقومون بأعمال المحارة والطلاء بأنفسهم عن طريق خبرتهم البسيطة من أجل توفير النفقات، ويقف في طريقهم بعض العثرات، ولكن إصرارهم أكبر من أي تحديات أو مشكلات، مشيرا إلى انهم يعطون للمكان وقتهم وجهودهم وأموالهم وما في بيوتهم من أجل أن ينهض ويتغير، فمدينة طوخ بحجمها الكبير وبعدد سكانها في أمس الاحتياج لشعاع يغير فكر ومستقبل الأجيال القادمة.
محافظ القليوبية يعتمد نتيجة الدور الثاني للإعدادية بنسبة 74.5%
وذهب سليمان إلى أنهم لا يجدون حرجا في أن يعملوا ويكدوا بأيديهم في رفع المعدات وتنظيف المكان، لأنه منزلهم في النهاية، متمنيا أن يري ثمار ونتيجة عملهم، وأن ينجحوا في النهاية، ويصلوا إلى هدفهم بافتتاح المكان وخروجه للنور بعد سنوات الظلام الكثيرة.