رئيس التحرير
عصام كامل

مؤتمر الشباب وطريق النضوج


القدرة على التحاور، الموضوعية، امتلاك الحجة، الاستماع إلى وجهات النظر الأخرى، الاحتكاك بثقافات مختلفة، الثقة في النفس، الجرأة في اتخاذ القرار وتحمل تبعاته، كل هذه نقاط مرور لا بد من عبورها لمواصلة السير في طريق النضوج، وجميعها متوفر في مؤتمرات الشباب التي تقام برعاية رئاسية، وأصبح الرئيس نفسه جزءا فاعلا فيها باستماعه إلى الشباب والتحدث إليهم، والاستجابة إلى مقترحاتهم وتنفيذ توصياتهم.


غدا الثلاثاء، تستقبل العاصمة الإدارية الجديدة آلاف الشباب لاجتياز نقاط مرور جديدة في طريق النضوج بالتحاور والاستماع وتقديم الاقتراحات، والقدرة على المواجهة وتوجيه أسئلة لرئيس الجمهورية، وذلك من خلال المؤتمر السابع للشباب الذي بدأت فعالياته الأسبوع الماضي من خلال تلقي طلبات الشباب الراغب في المشاركة، وتلقي الأسئلة التي يجيب عنها الرئيس من خلال الجزء الأهم في الفعاليات وهو فقرة (اسأل الرئيس).

في المؤتمرات الستة السابقة.. شارك آلاف الشباب في مناقشة قضايا مهمة من خلال الجلسات المختلفة، واستمعوا إلى الخبراء والمتخصصين، وأنصتوا إلى وجهات النظر المختلفة، وقدموا اقتراحات، وكوّنوا رؤية تكسبهم ثقة في النفس وتعبر بهم لمواصلة السير في طريق النضوج.

ويأتي المؤتمر السابع حاملا فعاليات جديدة وإجابات لتساؤلات كثيرة مطروحة، من خلال محاور مهمة في مقدمتها الإصلاح الاقتصادي والموازنة الجديدة للدولة والإصلاحات الإدارية والمشروعات القومية، وانعكاسها على المواطن وتعاطي الدولة مع المواطن الأكثر احتياجا من خلال مبادرة (حياة كريمة)، كما تتطرق الفعاليات إلى الموقف المصري من القضايا الإقليمية وانعكاس ذلك على الوضع الداخلي.

وفي إطار اهتمام الدولة بأفريقيا.. وبناء على إحدى توصيات منتدى شباب العالم الأخير.. سوف يشهد المؤتمر تخريج الدفعة الأولى من الأشقاء الأفارقة الملتحقين بالدراسة في البرنامج الرئاسي. كل هذه المحاور تحمل تساؤلات كثيرة شغلت الرأي العام طوال الشهور الماضية.

نقاط المرور التي يتوقف عندها السائرون في طريق النضوج والتي توفرت في مؤتمرات الشباب.. طالت المؤتمرات نفسها، حيث يلمس المتابع لفعالياتها التطوير المستمر بتلافي السلبيات وتعظيم الإيجابيات.

أما الأهم في طريق نضوج هذه المؤتمرات هو ثقة الشباب القائم عليها في نفسه وتحمله للمسؤولية واستماعه إلى الآخرين وتحليه بروح العمل الجماعي مع إنكار الذات، حتى أصبح من الصعوبة على المتابع معرفة اسم شخص واحد من فريق العمل، وربما كان ذلك أهم عناصر نضوج المؤتمر، إلى جانب حرص القائمين عليه على متابعة التوصيات وتنفيذها، وبالتأكيد التواصل مع عناصر شبابية صارت سفراء لمصر في الخارج بعد حضورها لمؤتمرات سابقة.

عشرات الرسائل إلى العالم كله.. سوف يبعثها مؤتمر الشباب من خلال كلمات ومداخلات الرئيس، والتي تغطي كالعادة كل ما يدور بالمنطقة، وعشرات الرسائل أيضا سوف تصل إلى الداخل وهو الأهم، حيث يجد الرئيس في مؤتمرات الشباب فرصة للتحدث إلى الشعب بشكل مباشر، والإجابة على تساؤلات تشغل الرأي العام.
besheerhassan7@gmail.com
الجريدة الرسمية