نبيلة مكرم و"الذبح الشرعي"!
وزيرة مصرية تقول في إحدى الندوات التي أقيمت لها أثناء زيارتها لكندا، إن "من سيقترب من بلدي سأقطع رقبته".. فما الذي يُغضب في ذلك؟ هل من بين الغاضبين المهاجمين لها من يفكر في العدوان على مصر؟ هل من بينهم من يخشى الاقتراب من حدودنا عدوًا فتقطع "نبيلة مكرم" رقبته؟!
المدهش أن دعاة الحكمة -وما أكثرهم هذه الأيام- يزعمون أن الوزيرة أخطأت بإتيانها تصرفًا لا يصح من وزيرة! لا نعرف أي تصرف خاطئ الذي فعلته الوزيرة.. هل لأنها ستقطع رقبة من يقرب من بلادها؟!
عزيزي القارئ.. الدائرة الجهنمية السابقة قد تستمر طويلا.. فالحوار هذه الأيام في بلادنا بات عجيبا غريبا.. نسبة كبيرة من أي حوار يجري الآن في بلدنا يتم لإثبات البديهيات! جزء من وقتنا، المفترض أنه ثمين، يتم لإثبات حقائق ثابتة.. وجزء منه -كبير أيضًا- تعتقد فيه أن المتحاورين لا يسمعون بعضًا.. وكأنك لا تقول شيئًا.. كالمثال السابق.. إذ إن الوزيرة لن تقطع رقبة إلا من يقترب بالعدوان على بلادها.. أي أن نية العدوان أولا.. فماذا سيفعل أي مصري لو كان مكانها؟ هل سيقدم للمعتدي "جاتوه وحاجة باردة"؟! أم ماذا سيفعل بالضبط ؟!
على كل حال.. تتبقى الحجة الأخيرة، وهي أن الغرب يعتبر الإشارة بالذبح عملا مرعبًا! وبالتالي فهم يحاسبونها وفق مفاهيمهم! وهنا نتوقف.. فالغرب صاحب الكيل بألف مكيال، هو من اخترع مصطلحًا شهيرًا اصطنعوا له قوانين وعقوبات، وهو "العداء للسامية" أو "ضد السامية"، ورغم أن السامية تضم العرب واليهود والآشوريين وغيرهم إلا أن هذا "الغرب" لا يؤمن إلا بمنع العداء لليهود فقط، ويعاقب ويطارد من يفعل ذلك فوق كوكب الأرض كله.. فهل هنا الغرب على حق؟!
وهكذا عشرات الأمثلة.. التي يفهمها الغرب خطأ، ويحاول فرض فهمه الخاطئ على الجميع.. بل يتجاهل الغرب قطع الرقاب والذبح الحقيقي في فلسطين وأفغانستان وسوريا وليبيا، ويجامل المجرم الحقيقي، وينتفض من أجل إشارة نعرف ويعرفون مغزاها الحقيقي!
قد تتراجع الوزيرة، وقد تعتذر.. نقول قد.. إذ تتجاهل مصر هذا التهريج، وكأنه غير موجود.. ونعرف في مصر مَن وراء الحملة، ومن صاحب ضربة البداية فيها، ومن يمولها ويغذيها.. ولكن حتى لو حدث الاعتذار أو التراجع تحت أي ظرف، حيث للمسئول حساباته.. لكن للمنطق أيضًا وجاهته وحيثياته.. والمنطق يقول إن من واجبنا أن نذبح من يقترب بسوء من بلادنا.. كل من يقترب من بلادنا بسوء!
الحمد لله الذي جعل من وزيراتنا مقاتلات شديدات، ما في قلبهن على لسانهن، تفوق فيه الوطني على الدبلوماسي.. والأصيل على الدخيل.. والحقيقي على الاصطناعي.
ندعم الوزيرة التي تتعهد بذبح المعتدي، وهو ذبح شرعي تبيحه كل الأديان والأعراف والقوانين.. فادعموها.