من «محمد البحيري» مستر إكس الإخوان الجديد؟
أنهت جماعة الإخوان الإرهابية، فتنة التسريبات وفساد الذمة المالية للكبار بالقوة المفرطة، ورغم حالة الغضب الشديد من القائم بأعمال المرشد ورجاله، تمكن الحرس الحديدي في غلق الملف، وتجدد الثقة فيهم من جديد.
أول رد من الإخوان على فضائح تسريبات فساد الذمة المالية لقيادات التنظيم
في عز اشتعال حدة الهجوم على أمير بسام، القيادي الذي فضح الكبار، وحاليا يتم اغتياله معنويا، صعد نجم شخص غامض، ورد اسمه في التسجيلات، ورفض فيها إعادة أموال الجماعة، على غرار محمود حسين وإبراهيم منير، الذين ضموا بعض ممتلكات الإخوان إلى حيازتهم الشخصية، وبأسمائهم وأسماء أبنائهم، وهو «محمد البحيري».
لا يعرفه الإعلام، ولم يدخل في تفاصيل الصراعات التنظيمية، ولكنه رسم دوره كواحد من قيادات الظل، بتمرده على قرار الشورى، و"تبجحه" في الاحتفاظ بأموال الإخوان ضمن ممتلكاته الشخصية.
يبلغ البحيري من العمر 77 عاما، وخاض كل محن الإخوان، وكان ضمن المتهمين في قضية تنظيم ٦٥ خلال حكم الرئيس جمال عبد الناصر، وصدر ضده حكما بالأشغال الشاقة المؤبدة، وخرج من هذه الضربة القاضية، ليبتعد إلى اليمن على سبيل التكريم، كما حدث مع كل قادة الإخوان الذي عاشوا محنة الستينات، وأصبح المشرف على إخوان مصر، وتولى بيزنس الجماعة في المدارس والمعاهد التعليمية، وهناك أسس إمبراطوريته الخاصة، بالتعاون مع إخوان اليمن.
انتقل في التسعينيات إلى مهمة أخرى في السودان، ومع تولي عمر البشير الحكم، لقيادة عملية التنسيق بين إخوان مصر وإخوان السودان، ووضع خبرته الاقتصادية في تأسيس استثمارات ضخمة للجماعة، تناسب الفتح المبين، بتولي أحد رجال التنظيم حكم دولة مهمة في المنطقة بحجم السودان.
تدرج في جميع المستويات القيادية بالتنظيم الدولي، وحاز ثقة الجماعة، ليصبح المسئول الأول عن القارة الأفريقية، وكان مسئولا أيضا عن كثير من الملفات مع مكتب لندن الحديدي، ويبدو أن الضربة التي أطاحت باليوبيل الفضي من عمره في مصر، جعلته يفضل البقاء بالخارج حتى بعد اندلاع ثورة يناير.
ومع الضغط عليه، وتولي الجماعة الحكم في مصر وبعض بلدان المنطقة، عاد ليتولى ملفات محددة، والتنسيق بين دول تونس، والمغرب، والسودان، التي استطاعت فيها الجماعة، الحصول على العلامة الكاملة بعد الثورات، وسيطرت على كامل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، في البلدان الثلاثة.
لم يتحمل البحيري صدمة اهتزاز عرش الإخوان في مصر، وقبل الصدام الكبير مع مؤسسات الدولة، والقبض على جميع القيادات، وبخبرة محنته السابقة، هرب إلى السودان، وتولى ملف الإعاشة للإخوان الهاربين من مصر، وفتح لهم ممرات للهرب، على حسب مستواهم الاجتماعي والمادي وثقلهم التنظيمي، واستطاع تدبير إقامات لهم في تركيا والصومال وجنوب أفريقيا، ولا يزال الرجل أحد الأكواد المشفرة للجماعة، وقيادات الظل، التي كانت وما زالت تلعب على مسرح الأحداث، دون أن يشعر بها أحد!