موظف يتفاجأ بأنه متوفى بعد إحالته على المعاش في شمال سيناء (فيديو)
لقرابة سبعة أشهر لم يحصل الحاج فؤاد ضبعان على راتبه ومصدر رزقه الوحيد من العمل بمديرية الصحة بمحافظة شمال سيناء وبالتحديد في مستشفى العريش العام، وذلك ليس لأسباب تتعلق بأخطاء في عمليات صرف المرتبات، ولكن لأنه فوجئ مع بداية العام أنه متوفى في سجلات الدولة منذ عام 1959.
"ليس لى مصدر رزق" بهذه الكلمات بدأ العم فؤاد ضبعان حديثه لـ"فيتو"، وقال إنه فوجئ بقرار إحالته للمعاش قبل عام من بلوغه السن القانونية للإحالة للتقاعد (60 عاما)، نتيجة تداخل بيانات اسمه مع اسم شقيق له متوفى يحمل نفس الاسم.
يقول العم فؤاد إنه يعمل في مديرية الصحة بشمال سيناء منذ ما يقرب من 19 عامًا وتولى وظيفة أمين مخازن مستشفى العريش العام منذ 8 سنوات ومنذ ذلك الوقت وهو لا يكل ولا يمل ويحمل جميع متعلقات المستشفى على عاتقه إلا أنه في شهر فبراير الماضى فوجئ أنه أحيل للمعاش نتيجة خطأ في الأوراق الخاصة به وأنهم معتمدون أوراقا تخص أخاه الأكبر منذ أن توفي بعد ولادته بشهرين.
لم ييأس عم فؤاد فرجع إلى والديه وسألهما عن حقيقة الأمر فتبين وهما "بلغا من الكبر عتيا" أنه بالفعل كان لديه شقيق أكبر منه توفي بعد شهرين من ولادته وعندما ولد هو استخرجا له شهادة ميلاد باسم شقيقه، واستمر التعامل طوال السنوات الماضية بالأوراق التي تخص شقيقه.
ويقول العم فؤاد إنه منذ بداية الأزمة وهو لا يدخل بيته قرش واحد حيث إنه يعتمد اعتمادا كليا على مرتبه الذي اقتص منه مبلغا من المال شهريا نتيجة اقتراضه قرضا من أحد البنوك لاستكمال بناء منزله بمدينة العريش، حتى يتم تزويج أولاده الثلاث به وهم يعملون في النجارة المسلحة، إلا أن كل احلامي تبخرت منذ أن علم بإحالته للمعاش وقام باقتراض المبلغ المتبقى من الأقارب وهو 29 ألف جنيه حتى لا يتم التحفظ على المنزل من قبل البنك.
ظل عم فؤاد يبحث في الأمر حتى يثبت أنه حي وأنه هو وليس شقيقه المتوفى منذ سنوات طويلة، فذهب إلى مصلحة الضرائب العقارية بالدور الرابع في مبنى مجلس مدينة العريش، واطلع على السجلات ووجد فعلا أنه ولد بعد شقيقه واستخرجت له شهادة ميلاد بتاريخ 13 سبتمبر 1960، بينما شقيقه له شهادة ميلاد بتاريخ 25 فبراير 1959.
فتوجه إلى مصلحة الأحوال المدنية بمدينة العريش بعد انتهاء سريان بطاقته الشخصية ففوجئ الموظف أنه بين أمرين فهو يريد ختما يطابق ما إذا كان خرج على المعاش أم أنه موظف في مديرية الصحة لأنه لم يخرج على المعاش لأنه متوقف عن العمل لحين البحث لم يستخرج البطاقة منذ 7 أشهر، موضحًا أنه عند مراجعة شئون العاملين بمديرية الصحة اكتشف أن إحالته للمعاش بسبب اعتمادهم على ملف التقديم للوظيفة ويحمل شهادة ميلاد بتاريخ ميلاد شقيقه المتوفى.
وتوجه عم فؤاد إلى مبنى محافظة شمال سيناء، ليقابل اللواء محمد عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء، إلا أنه قوبل طلبه بالرفض من قبل مدير مكتبه الذي في كل مرة يأخذ منه الأوراق ويعده بأنه سوف يتابع الأمر، كما توجه إلى مبنى التنظيم والإدارة في القاهرة ليقابل أي مسئول يحكى له قصة إلا أن مركز خدمة المواطنين يرفض دخوله "خدو منى الورق وقالولي هنبحث الأمر".
يقول عم فؤاد إن في عهدته حتى الآن مخازن مستشفى العريش العام، وأنا في حيرة من أمره فهي مسئولية كبيرة ويخشى أن تسرق أو يتم العبث في محتويات المخزن.
ويحكى أنه بعد توقفه عن العمل بسبب الإجراءات التي تمت "جاءنى اتصال هاتفي من إدارة المستشفى لكى أقوم بفتح المخزن نظرًا لأنه يوجد عطل في لوحة المفاتيح الخاصة بتشغيل الأكسجين داخل المستشفى فتوجهت مسرعًا وأنا غير مكلف بذلك وتم فتح المخزن وإعطاؤهم لوحة بديلة لإنقاذ الموقف خشية تعرض المريض لأي أذى".
وطالب عم فؤاد المسئولين بسرعة الانتهاء من الإجراءات الروتينية التي طالت حتى 7 أشهر دون وجود مصدر رزق له ولأولاده الأربعة.