رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية 6 ساعات قضاها القاتل بجوار جثة زوجته في بنها.. الأهالي: هدد بذبح نجلته

فيتو

أصم الشيطان أذنيه، وأعماه الغضب وحبه للمال فقرر التخلص من زوجته وأم نجلته الوحيدة بذبحها، ولم يكتف بذلك، ولكنه ترك جثة الزوجة القتيلة وبها عدة طعنات تنزف لمدة تجاوزت الـ6 ساعات، وهو جالس أمامها يدخن سجائره، دون أن يستمع لصراخ الطفلة الرضيعة النائمة في أحضان جثة والدتها، بعد أن أجهز عليها المتهم بعدة طعنات أودت بحياتها في الحال.


كانت عقارب الساعة تشير إلى السادسة مساء، عندما قرر خالد أن يفرج عن جثة زوجته التي زهقت روحها منذ ساعات طويلة، وجلس بجوارها وبجوار رضيعته يدخن السجائر ويشرب القهوة ويغدو ويذهب بين الجثة وشرفة منزله في الدور الرابع، إلى أن جاءت والدة زوجته، وحينما بادرته بالسؤال عن نجلتها التي لم تجب على اتصالاتها المتكررة جاءتها إجابته التي نزلت على قلب الأم المكلومة كالصاعقة، قائلًا: «استريحي قتلتك بنتك»، لتصرخ الأم وتستنجد بأهل المنطقة ليخرج الأهالي مهرولين، ويرون الزوج يردد بشكل هسيتري: «قتلتها قتلتها».

انتقلت «فيتو» إلى مسرح الجريمة في شارع صلاح الدين بمدينة بنها، والتقت مجموعة من الأهالي من شهود العيان على الحادث الدموي.

أوضح الأهالي أنهم حاولوا الصعود للمنزل لرؤية ما حدث وسبب صراخ والدة أم القتيلة، إلا أن المتهم بادلهم بالتهديد بإلقاء رضيعته من شرفة المنزل في حال إذا ما حاول أحدهم الصعود إليه، فقرر الأهالي مراوغته وإيهامه بالانصياع لمطلبه، في حين تسلل مجموعة من شباب الشارع للمنزل وكسروا الباب، وتمكنوا من إنقاذ الطفلة، وإلقاء القبض على المتهم، وتوثيقه في عامود الإنارة أمام المنزل لحين حضور قوة من الشرطة والقبض عليه.

يقول أبو إياد، أحد الأهالي الذين تمكنوا من دخول المنزل: «عندما تمكنت ومجموعة من شباب المنطقة من كسر باب المنزل والدخول، وجدنا جثة القتيلة ملقاة على السرير ومسجاة على ظهرها، وترتدي ملابس خفيفة، وبها طعنات في كافة أنحاء جسدها الذي تنبعث منه رائحة عفنة، وعليه آثار لدماء متجلطة، وتمكنا من إنقاذ الطفلة من أيدي المتهم، وأعطيناها لجدتها (والدة القتيلة)، وبعدها قمنا بتوثيقه في عامود إنارة وأبلغنا الشرطة للقبض عليه».

وأوضحت إحدي سيدات المنطقة أن الزوج المتهم ويدعى خالد، تزوج القتيلة (هايدي)، منذ 9 سنوات تقريبا، وانفصل عنها وردها منذ 3 سنوات، مشيرة إلى أن المتهم كان دائم التعدي على زوجته، وفي رمضان الماضي تعدى على القتيلة ووالدتها بالضرب، وجرى وراءهما بالشارع، مهددا إياهما بسلاح أبيض (سكين)، إلا أن الأهالي تدخلوا وأنقذوا الموقف، لافتة إلى أن القتيلة كانت تتمتع بالجمال وحسن الخلق، ولم تكن دائمة الاختلاط بسكان الشارع، مشيرة إلى أن الأهالي حينما تمكنوا من إنقاذ نجلة القتيلة من يدي والدها (المتهم) كانت ملابسها غارقة بالدماء.

أبو ملك صاحب محل سوبر ماركت أمام محل الواقعة، أوضح أن خالد كان يتعاطي المخدرات، وكان يهين زوجته، مشيرا إلى أن الزوج كان يعمل في السياحة وتعرف على إحدى الأجنبيات الكبيرة في السن وتزوجها وطلق زوجته وعندما فُصل من عمله، رد زوجته مرة أخرى وكانت السائحة الأجنبية ترسل له مصروفا شهريا، وقطعته منذ 4 أشهر تقريبا ومن يومها والمشكلات تزداد بينه وبين زوجته.

وأدلى "خالد. ع" المتهم بقتل زوجته ببنها، أمام خالد صلاح، وكيل نيابة قسم بنها، باعترافات تفصيلية، قائلا: "زوجتي ميسورة الحال ، وأهلها بيساعدوها بفلوس كثيرة، ولما طلبت منها مبلغا من المال رفضت، وعايرتني ببطالتي، قائلة "روح اشتغل وابعد عن شرب المخدرات"، متابعا: إنه استشاط غيظا، وأمسك سكين المطبخ وطعنها 8 طعنات في رقبتها وجسدها، حتى سقطت غارقة في دمائها.

وأشار إلى أنه بعدها صرخ بأعلى صوت مرددًا عبارة "قتلت زوجتي.. قتلت زوجتي"، وبعدها صعد الجيران وأم زوجته، وحاولوا الإمساك به، لكنه وضع السكين على رقبة ابنته مهددًا بذبحها، وفر هاربًا من المنزل.

وكان اللواء هشام سليم مدير إدارة البحث الجنائي بالقليوبية، قد تلقى إخطارًا من العقيد حسني نصار مفتش مباحث القليوبية، بقيام أحد الأشخاص بقتل زوجته وتدعى "هايدي. ا. ع- 30 عاما" ربة منزل، داخل شقتهما بمنطقة صلاح الدين ببنها.

قاتل زوجته ببنها: رفضت إعطائي فلوس وعايرتني ببطالتي


تبين من تحريات المباحث إصابة الزوج، ويدعى "خ. ع. م" بحالة هستيرية خلال مشاجرة بينه وبين زوجته بسبب تركه العمل وجلوسه في المنزل دون وظيفة، إذ كان يعمل في مجال السياحة وترك العمل ، وفي الفترة الأخيرة كان يطلب منها الأموال بكثرة لإدمانه المخدرات، فنشبت بينهما مشادة تطورت إلى مشاجرة، قام على إثرها بطعن زوجته عدة طعنات نافذة حتى سقطت غارقة في دمائها وفارقت الحياة، وتحرر محضر بالواقعة، وأمرت النيابة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.
الجريدة الرسمية