رئيس التحرير
عصام كامل

خفاجي: الحركات الإسلامية المتطرفة لا تعيش إلا في مناخ العنف

المستشار محمد خفاجى
المستشار محمد خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة

قال المستشار محمد خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة إن المنبر هو المدرسة الأولى في رسالة الإمام ، وملتقى المعارف المؤسسى الموسوعى لهداية الإنسان.


وأضاف خلال كلمته بتدريب الأئمة، أن مصر سباقة في صياغة معاني التعايش والتسامح من خلال فكرة الدولة واكتسبت هذه الصيغة عمقًا وجدانيا وإطارا قانونيا في بناء الدولة المصرية في مراحلها القديم والوسيط والقبطى والإسلامى والحديث ولهذا تبدو الأحداث التي تخرج الأمة من مسارها الصحيح العميق أمرا غريبا على حياتنا وواجبنا أن نبحث وننقب ونحاول استقصاء جذور المشكلة من خلال فقهائنا حماة العمامة ومسئولية الإمامة لكى نصل إلى حلول حاسمة تستأصل هذه الأورام الخبيثة

وتساءل الدكتور محمد خفاجى قائلًا نحن تغاضينا عن فلسفة تحية العلم رمز الوطن والوطنية في معاهدنا وكلياتنا واقتصر على مدارسنا وأى قصور في إظهار هذا المعنى الرائع تأكيدا لهوية الدولة غير مقبول ، فهل يعقل أننا تركنا جماعة مارقة عن فكرة الوطن وصحيح الدين  فترة قصيرة من الزمن نشروا فيها فكر الامتناع عن تحية العلم بدعوى أن ذلك وثنية ؟

هل يعقل أن التحريم الشامل والكامل لفلسفة الأنشطة الإبداعية نوع من مخالفة للأخلاق والدين ، هل التعريض الجارح للأخرين زملاء المسيرة الوطنية والتطاول عليهم أصبح من الأمور التي كانوا يريدونها في حياتنا اليومية أليست الخطوة الشجاعة الجريئة التي حصنها القضاء بمواجهة الاستيلاء على بعض المساجد والزوايا واتخاذ الدولة وشئونها تجاه هذا الأمر ، وأن فلسفة المواطنة المشتركة قد أنقذت مصر من تعرضها لكى تتحول إلى جزر حزبية مقيتة منعزلة وتتخلى مصر عن دورها التاريخى وهى الرمز للوفاق والتعايش الوطني.

وأشار الدكتور خفاجى إن علينا أن نقف بكل شجاعة لتدعيم وتأكيد سلطة الدولة وسيادة القانون وحقوق الإنسان وتعقب كل من يحاول فرض إرادته علينا وأن يملى على مجتمعنا نمطا من السلوك بالعنف المادى أو المعنوى علينا مراجعة النظم بتطبيق نظريات التربية الصحيحة التي يمكن أن تجنب المواطن السليم المتعايش مع مجتمعه للمشاركة في الحياة العامة والقيام بكل التزامات المواطنة

وتابع لقد برز فقه العنف المسلح لدى المتشددين والمتطرفين وهو الذي يستهدف القتل بالنسبة إلى الأشخاص، ويستهدف التدمير بالنسبة إلى الممتلكات العامة والخاصة على الرغم من أن الإسلام فكرًا وفقهًا وشريعة يقوم  على السلام  والعدل  والإحسان والتراحم والتسامح والحوار والحكمة والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن ونفي الإكراه والكراهية في الدين، واحترام الآخر، والعيش المشترك ، ولا يقوم على التعصب  والعنف  والتحجر، والقراءة الفاشستية للدين الحنيف والتراث الإسلامى الصحيح.

وأوضح إن  الحركات الإسلامية السياسية المتطرفة والمتشددة لا تعيش سوى في مناخ العنف ومحاولة فرض لغة السيف الذي يسمى بالعنف المسلح.
وقد حاولت تلك الحركات المتطرفة التماس الأساس الفقهي المسوَغ لاستخدام العنف المسلح من خلال التفسير والتأويل القسري للنصوص الواردة في  القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ومصادرهم المعتمدة يعتريها كثير من التحريف  ومنهج خطابهم عنيف ووعيد وتهديد والقتل والتصفية الجسدية وقطع الرءوس والتمثيل بالجثث والنزعة الانتقامية .

لذا فالعنف المسلح يتخذ عدة أشكال مثل العمليات الانتحارية التي يعتقد منفذوها زورا وبهتانا أنها عمليات استشهادية ، وقد يتخذ العنف المسلح ضد مؤسسات ومرافق الدولة وتدميرها والإضرار بالبنية التحتية للدولة، ولا ريب أن العنف المسلح الذي تنتهجه الجماعات المتطرفة يبوء بالفشل على المستوى الشعبى الذي يرفض شرعية وجودهم  في المجتمع.
الجريدة الرسمية