رحيل الرئيس "الباجي" ومستقبل تونس!
كان المقرر في المخطط أن تزداد سخونة الأحداث في الدول بقدر اقتراب كل منها من إسرائيل، لذا كانت مصر وسوريا في قمة المخطط، وعلى أجندة الاستهداف الشامل، بينما كانت تونس افتتاح المؤامرة كلها كقطعة "الدومينو" الأولى التي تسقط فتسقط باقي القطع التي تليها في اللعبة الشهيرة!
إلا أن الإخوان هناك سعوا للهيمنة على البلد الهادئ الجميل وشعبه الطيب وسرقة تونس كلها.. إلا أن كان للشعب التونسي الحبيب رأي آخر.. استفاقة مبكرة لم تضع أي اعتبارات لأي اتهامات من عينة "فلول النظام السابق"، فلم يضع التوانسة أمامهم إلا مصلحة بلادهم واختاروا الراحل العظيم الباجي قائد السبسي.. فالرجل اختبروه سابقا ونجح في أغلب ما تولاه في خدمة وطنه.. تسبقه سمعة طيبة ويد نظيفة وكانا وقتذئذ ولاعتبارات مختلفة من الشروط الضرورية لاختيار قيادات الدول التي نجت من المؤامرة بدرجاتها المختلفة.. وجاء "الباجي قائد السبسي" لينجو بتونس وتنجو معه..
كان لرحيل الرجل نتائج كثيرة.. أكدت للمرة الألف مدى العفن الأخلاقي الذي عاشت وتربت ونشأت عليه جماعة الإخوان، التي تكرر للمرة الألف نفسها بالشماتة في رحيل مخالفيها.. كما أثبتت مدى انحطاط إعلام الجزيرة وتبعيته.. كما أثبتت مدى قرب كل من المصريين والتوانسة.. ليس فقط لاهتمام الأهل في تونس بالثقافة والفن المصريين.. حتى أن الأجيال الجديدة تحفظ كل ما هو مصري، وفي شوارع تونس يصل إلى أسماعك كل ما هو مصري حتى أشرطة الشيخ إمام، وأحمد فؤاد نجم ويقرأون للمصريين من طه حسين إلى محمد حسنين هيكل..
ولا لأن عددا من نجوم الفن في البلد الشقيق اختاروا مصر وطنا فنيا لهم منذ "متقولش ايه اديتنا مصر" للفنانة الراحلة "عليا" إلى "هند صبري" و"لطفي بوشناق" في أعمال متعددة، و"صابر الرباعي" و"ظافر العابدين" و"درة" و"ساندي"، وقبلهم جميعا الفنانة "لطيفة التي تحتاج مقالا مستقلا، وقبلهم التمازج الذي حدث في حالات عديدة مثل "بيرم التونسي" أو مولانا فضيلة العالم الجليل "محمد الخضر حسين" شيخ الأزهر القادم من تونس في سابقة ربما كانت الأولى والأخيرة، إلى تأثير وشهرة "أبو القاسم الشابي" في مصر..
وأمس انصهرت مشاعر الشعبين كما كانت إرادة القيادتين، وكيف أدارا معا عديدا من الملفات الصعبة والحساسة الفترة الماضية..
رحم الله الرئيس "الباجي قائد السبسي" وغفر له، ونجّا الله تونس الحبيبة وكل الدعوات بالأمان والاستقرار وكل العزاء لأهلنا هناك..