الصواريخ الباليستية.. ساحة معركة سياسية جديدة بين طهران وتل أبيب
استقبلت وسائل الإعلام الإسرائيلية، إعلان مسئول في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، أن إيران اختبرت صاروخا باليستيا متوسط المدى يوم الأربعاء الماضي، في محاولة لتحسين "مدى ودقة" منظومة الأسلحة التي تمتلكها باهتمام شديد، تضمن وضع تصورات لكيفية التعامل مع طهران خلال الفترة المقبلة.
مصلحة إسرائيل مع إيران
ولمواجهة الخطر الإيراني هناك أراء إٍرائيلية ترى ضرورة ملحة في احتواء إيران، ويقول الدبلوماسي الإسرائيلي، يوسي بيلن، أن على عكس الدول العربية، مع إيران، لدينا ماض طويل وإيجابي، كانت العلاقات بين البلدين قريبة جدًا من الثورة الإسلامية عام 1979.
صحيح أن هذا لم يعد هو نفسه الجمهور، لكن الحقيقة التي تقربنا منها تقول إنه لن يكون من المستحيل إعادة إنشاء الجسر لأن ذلك يخدم مصلحة إسرائيل الأمنية والقومية، وأن حرق أعلام أمريكا وإسرائيل، والأشياء القاسية التي قيلت، ليست بالضرورة إجماعًا إيرانيًا.
وأضاف أن الحوار حول حزب الله ليس أقل أهمية، هذا تهديد تقليدي لإسرائيل، وإيران هي الراعي لهذه المنظمة، موضحًا إن إزالة تهديد حزب الله كجزء من التسوية الشاملة مع إيران هو مصلحة حيوية لإسرائيل، وبقدر ما يبدو، في الوقت الراهن، خيالًا، قد يتحقق إذا كان جزءًا من سلسلة من الاتفاقيات.
وتابع أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتبع سياسة يمكن أن تؤدي إلى تجدد الحوار مع إيران ومفاوضات جادة بينها وبين واشنطن، أو مواجهة عنيفة وكثير من الضحايا.
الاستعانة بواشنطن
من ناحية أخرى هناك آراء ترى ضرورة شن هجوم ضد طهران بواسطة الولايات المتحدة ليمثل ذلك عامل ردع لطهران، متجاهلين أن واشنطن تعاملت مع إيران على طريقة الجرذان الخائفة عقب حادثة استهداف الطائرتين مؤخرًا.
وأكد تقرير إسرائيلي، اليوم الجمعة، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس الموساد يوسي كوهين يخفيان عن الجمهور حقيقة تجارب الصواريخ في إيران، وأوضح تقرير موقع "يسرائيل ديفينس" العسكري الإسرائيلي أنه في يونيو ويوليو من هذا العام، أجرت إيران اختبارين ثابتين على الأقل لأنظمة الدفع الصاروخي.
إخفاء المعلومات
وأضاف الموقع وفقًا لمصادره أن هذين الاختبارين يضافا إلى عدد من التجارب الديناميكية الأخرى، بما في ذلك إطلاق صاروخ على مدار العام الماضي، متسائلًا: لماذا لا تصل المعلومات حول هذه التجارب إلى الجمهور في إسرائيل والخارج؟، مؤكدًا أن الجواب على هذا السؤال غير واضح.
وتابع أن هذا المنطق ينطبق أيضًا على إدارة البيت الأبيض، مشيرًا إلى أنه عندما كان الرئيس أوباما في السلطة، كانت هناك مزاعم بأنه كان يخفي الاتصالات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن قضية الهجمات الصاروخية، وأن وكالة المخابرات المركزية كانت على علم بشحنات المكونات المتعلقة بمنصات إطلاق الصواريخ من فينيانغ الصينية إلى طهران.
وأشار إلى أنه اتضح أنه حتى في عهد ترامب، في هذه الأيام، تسكت الولايات المتحدة عن اختبارات الصواريخ الإيرانية.
أطروحات إسرائيلية
وهناك عدة أطروحات إسرائيلية تبرر إخفاء إسرائيل للمعلومات التي بحوزتها عن برنامج إيران النووي، الأطروحة الأولى –أنها لا تريد حرق المصادر، ولكن إذا كانت صور الأقمار الصناعية التجارية قد توصلت إلى استنتاج مفاده أن مثل هذه التجارب قد حدثت، فما هي المصادر بالضبط؟ حقيقة أن إسرائيل تمتلك قمرًا صناعيًا معروفًا للمراقبة، بالإضافة إلى حقيقة أن الأقمار الصناعية تعبر مسارها على إيران.
والأطروحة الثانية هي أن صواريخ إيران لا تخضع للاتفاقية النووية، تدور جهود إسرائيل لتدويل المشكلة الإيرانية حول انتهاك الاتفاق النووي، وإذا لم تكن هناك صواريخ في الاتفاق النووي، فما الذي سيساعد على كشف تجارب الصواريخ الإيرانية.
أما الأطروحة الثالثة، بموجبها هناك افتراض أن المعلومات متاحة للموساد ورئيس الوزراء، ولكن بسبب عدم وجود تخطيط إعلامي، لم يتم كشف هذه التجارب.