رئيس التحرير
عصام كامل

ماجدة موريس: «الحارة» سر تفوق نجيب محفوظ سينمائيا.. و«عبقرية» يوسف إدريس صعبة التنفيذ.. الإنتاج السينمائي لا يلتفت إلا للروايات الاجتماعية.. وأعمال مؤلف «الحرام» مركبة

الناقدة الفنية ماجدة
الناقدة الفنية ماجدة موريس

الموهبة والإبداع سلاح ذو حدين قد يلحق بصاحبه إلى السماء السابعة وربما ينزل به إلى سابع أرض، هكذا كان حال الأديبين الكبيرين نجيب محفوظ ويوسف إدريس اللذين تحل ذكراهما خلال شهر أغسطس مع الشاشة الفضية، فصاحب «الثلاثية» كان له نصيب الأسد منها بتقديم معظم أعماله مثل «ثرثرة فوق النيل» «السمان والخريف» «ميرامار» و«بداية ونهاية»، أما «عبقرية » الآخر فوقفت حاجزا لانتشاره سينمائيا.


قواعد السينما
الناقدة الفنية ماجدة موريس، ترى من جانبها أن السينما لا تخضع لقواعد ميكانيكية في اختيار الأعمال الأدبية لتجسيدها على الشاشة، حتى يتم تهميش أعمال كاتب على حساب أعمال كاتب آخر، مشيرة إلى أن السينما جسدت أعمالا كثيرة لأديب نوبل نجيب محفوظ كما حظيت بعدد محدود لأعمال المبدع يوسف إدريس وهى «الحرام » و«النداهة » و«حادثة شرف».

وأوضحت "موريس"، أن العمل الأدبى قد يلقى إعجابا وفهما بين عدد من القراء والعدد الآخر قد يجده صعبا، وهو نفس الأمر لدى السينمائيين فمنهم من وجد في أعمال نجيب محفوظ ما يلبى طموحات وأفكارا اجتماعية ربما كانت تؤرقهم، فعلى سبيل المثال عبرت «الثلاثية» لنجيب محفوظ عن حالة مصر الاجتماعية قبل ثورة يوليو ورسمت الحياة الشعبية بكل مفرداتها وشكل المجتمع الذكورى وتسلط الرجل وقهر المرأة آنذاك، وفى نفس الوقت عبر يوسف إدريس عن قهر الفقر للرجل والمرأة في تحفته الفنية «الحرام» للمخرج هنرى بركات والسيناريست سعد الدين وهبة، والذي يأتي في المركز الخامس ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية ورشح لنيل جائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي عام 1965.

يوسف إدريس
ورأت موريس، أن كتابات يوسف إدريس الأدبية تتمتع بقدر كبير من الفلسفة التأملية والتراكيب المعقدة، التي جعلت أعماله صعبة التنفيذ أمام عدد من السينمائيين، خصوصا أنها أعمال مركبة وفيها تفاصيل أكثر صعوبة في التلقي فلم توافق هوى السينمائيين إلا القليل، أما أعمال نجيب الاجتماعية فهي التي جسدتها السينما وكانت أكثر حظا من غيرها، لما فيها من حكايات دارت في الأحياء الشعبية والعلاقات بين الرجال والنساء والمجتمع فيها.

عودة السينما
وتمنت موريس أن تعود السينما المصرية وتنظر إلى الأعمال الأدبية من جديد، مشيرة إلى أنه في خلال 4 سنوات وأكثر، لم يتم تجسيد إلا روايتين لأحمد مراد هما «تراب الماس، والفيل الأزرق» والذي استوعب ما حدث في الماضى بأن كتاباته لن تتحول إلى أعمال سينمائية لافتقادها السيناريست أو المنتج المتحمس، ولهذا السبب يكتب مراد سيناريو أعماله، مضيفة أن الأدب يفجر قضايا هامة تصنع سينما جيدة وقوية، فكشف رحيل الكاتب الدكتور أحمد خالد توفيق عن أهمية هذا الرجل من خلال عدد متابعيه.. والسؤال لماذا لم تنتبه السينما المصرية ولا مرة إلى أعماله؟!.. المشكلة الأزلية في صناعة السينما المصرية هي الإنتاج، فلا يمكن التعامل مع سينما ليس بها استقرار في أوضاعها الإنتاجية.
الجريدة الرسمية