رئيس التحرير
عصام كامل

مهزلة الانتخابات الإيرانية..!


الحظر المفروض على المرشحين يسلط الضوء على هشاشة النظام الإسلامي، ففي حلبة سباق الرئاسة في إيران، تم استبعاد أكبر هاشمي رفسنجاني، الرئيس السابق، نتيجة جهود "آية الله على خامنئي" المرشد الأعلى وتخطيطه المسبق لنتيجة الانتخابات.


حيث وجه "خامنئي" ضربة للمعتدلين مرة أخرى، فقام المجلس الأعلى لصيانة الدستور في البلاد، والمسئول عن وضع المعايير الخاصة بالمرشحين والموافقة على خوضهم السباق الانتخابي، باستبعاد الإصلاحي "رفسنجاني" من الترشح في انتخابات الشهر المقبل.

لم يكن قرارا سهلا، ولن يمر دون عواقب؛ فـ"رفسنجاني" ليس فقط مؤسس الثورة الإسلامية والرجل الذي ساعد على دفع خامنئي لمنصب المرشد الأعلى، ولكنه أيضا رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، التي هى واحدة من أعلى الهيئات غير المنتخبة في النظام، وسياسي "براجماتي" يفضل إقامة علاقات أفضل مع العالم الخارجي، وكان المفضل لدى طبقة رجال أعمال طهران بشدة، نتيجة العقوبات الاقتصادية التي نتجت عن التحدي النووي الإيراني.

وما أثار الجدل أيضا، استبعاد "اسفنديار رحيم مشائي"، مدير مكتب "محمود أحمدي نجاد"، الرئيس المنتهية ولايته، والرجل الذي كانت له علاقة سيئة مع رجال الدين.

ويعمل المرشد الأعلى على توطيد سلطته عن طريق الدفع جانبا بأي شخص لديه مصداقية كافية لتحديه، لكنه أيضا يضيق قاعدة نظامه ويكثف الاستياء الشعبي، وبدلا من محو الذاكرة المريرة للانتخابات المزورة عام 2009، التي منحت أحمدي نجاد منصبه للمرة الثانية، فالنظام يتجه إلى تحويل انتخابات هذا العام إلى مهزلة.

وفرص إمكانية عودة "رفسنجاني" للسباق الانتخابي ضعيفة، ولكن هناك أيضا اثنان من المرشحين المتبقين غير الأصوليين، بما في ذلك حسن روحاني، المفاوض النووي السابق والمقرب من "رفسنجاني"، الذي يمكن أن يلقي مفاجأة في انتخابات يونيو، ولكن هذه الانتخابات تبدو أنها مصممة ومجهزة منذ البداية، لسباق بين المتنافسين المخلصين إلى جانب "سعيد جليلي"، كبير المفاوضين النوويين، والمفضل لـ"خامنئي".

النظام الإيراني لم يتعلم شيئا من الثورات الشعبية التي اجتاحت الشرق الأوسط خلال العامين الماضيين؛ حيث إنه يعمل على زيادة إذلال وإهانة الطبقة الوسطى التي زادت في عام 2009، وتزايدت الشكاوى، التي انتشرت في جميع المدن، نتيجة 8 سنوات من سوء الإدارة الاقتصادية والعقوبات الدولية التي أدت إلى تفاقم الصعوبات الاقتصادية وتهدد بإثارة الاضطرابات الاجتماعية. وأيضا من خلال تشديد "خامنئي" قبضته على السلطة، ألحق ضررا كبيرا على النظام الإسلامي الهش الذي يدعي حمايته.

نقلا عن صحيفة فايننشال تايمز البريطانية
الجريدة الرسمية