رئيس التحرير
عصام كامل

يوم رئاسي حافل بقصر المنتزه بالإسكندرية.. السيسي يطالب بالاستفادة من ثروات المنطقة وغاز شرق المتوسط.. يدعو لتعزيز الاستثمارات الأمريكية في مصر.. يشدد على بلورة اتفاق بشأن سد النهضة.. ينعى رئيس تونس

فيتو

شهد اليوم الرئاسي نشاطا حافلا بقصر المنتزه حيث استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، بقصر المنتزه بالإسكندرية، الوزراء رؤساء الوفود المشاركين في الاجتماع الوزاري الثاني لمنتدى غاز شرق المتوسط، بحضور المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية.


ورحب الرئيس السيسي بالمشاركين في الاجتماع الوزاري الثاني لمنتدى غاز شرق المتوسط، مشيرًا إلى خصوصية المنطقة الجغرافية للمنتدى، عقب اكتشافات الغاز بها في السنوات الأخيرة، الأمر الذي يفتح آفاق التعاون بين دول المنطقة في مجال الطاقة والغاز، وبالتالي تحويل الموارد الكامنة في المنطقة لفرص استثمارية حقيقية لصالح الشعوب والأجيال القادمة.

سوق الغاز الإقليمي
كما أكد الرئيس أهمية المنتدى في تفعيل وتنسيق سياسات الدول الأعضاء به لتطوير سوق الغاز الإقليمي في شرق المتوسط من أجل إطلاق الإمكانات الكامنة من موارد الغاز في المنطقة، وتمهيدًا لإيجاد مركز متكامل للطاقة إقليميًا ودوليًا، فضلًا عن تنمية سوق غاز إقليمي يخدم مصالح الدول الأعضاء من خلال تأمين العرض والطلب، واستغلال الموارد على الوجه الأمثل، وتعزيز العلاقات التجارية البينية.

الرسالة
وأكد الرئيس أيضًا أهمية الإسراع بخطوات تفعيل المنتدى، وبدء أنشطته بشكل تنفيذي على أرض الواقع، مشيرًا إلى الرسالة التي يمثلها تدشين المنتدى وبدء فعالياته، للمجتمع الدولي والشركات العالمية، بأن هناك مساعي جادة للاستفادة من ثروات المنطقة من الغاز الطبيعي، وكذا استغلال البنية التحتية المتوافرة حاليًا بما يخدم كافة دول المنطقة ومصالحها التنموية ويساعد على توفير مصدر طاقة مستدام، الأمر الذي يرسخ ثقافة التعاون والبناء والسلام في المنطقة.

قيادة الرئيس
ومن جانبهم أكد الوزراء، المشاركين في اجتماع المنتدى، الأهمية الاستراتيجية للمبادرة المصرية لإنشاء منتدى غاز شرق المتوسط، مشيدين بجهود مصر الفعالة بقيادة الرئيس لإقامة حوار إقليمي منظم حول الغاز الطبيعي يدعم مساعي دول شرق المتوسط لصياغة سياسات يتم التركيز من خلالها على التعاون الحكومي لوضع رؤية مشتركة لمستقبل احتياطات شرق المتوسط، مما يمهد الطريق لفتح آفاق جديدة من المصالح الاقتصادية المشتركة بين دول المنطقة.

الدور الحيوي
كما أشار الوزراء في هذا الخصوص إلى الدور الحيوي للشركات الدولية للبترول والغاز العاملة في المنطقة، لا سيما وأن هذه الشركات سوف تتولى التنفيذ الفعلي للبحث والتنقيب والإنتاج والتسويق.

الدعم
وأكد الرئيس في ختام اللقاء أن مصر تأخذ على عاتقها تقديم كافة سبل الدعم اللازم للمنتدى، ولمقره في القاهرة، وتوفير ما يلزم لتدشين أنشطته وبدء فعالياته، ومساندة مجموعة العمل رفيعة المستوى التي تم تأسيسها، والتي سيتم في إطارها بدء التعاون والتشاور الفني بين دول المنتدى.

وزير الطاقة الأمريكي
كما استقبل الرئيس السيسي ريك بيري، وزير الطاقة الأمريكي، وذلك على هامش انعقاد الاجتماع الوزاري الثاني لمنتدى غاز شرق المتوسط، وبحضور المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية.

الجهود المصرية
وأعرب "بيري" أعرب عن تشرفه بلقاء الرئيس، مشيدًا بالجهود المصرية لتعزيز قطاع الطاقة سواء على المستوى الإقليمي أو الوطني في مصر، بحيث بات يشكل قاطرة أساسية لنمو الاقتصاد المصري ويسهم بشكل حيوي في دعم الإمكانات الاقتصادية المصرية وتحقيق خطط التنمية المختلفة.

مركز إقليمي للطاقة

كما ثمن وزير الطاقة الأمريكي الإسهام اللافت للاكتشافات الأخيرة لحقول الغاز بالبحر المتوسط في زيادة إنتاجية مصر من الطاقة التقليدية، والذي أصبح عنصرًا هامًا في سوق الطاقة المستقبلي، وبما يساهم في دعم إستراتيجية مصر لأن تتحول إلى مركز إقليمي للطاقة.

"دونالد ترامب"
ورحب الرئيس بالمسؤول الأمريكي في مصر، طالبًا نقل تحياته إلى الرئيس "دونالد ترامب"، ومؤكدًا الأهمية التي توليها مصر لتعزيز العلاقات الاستراتيجية الثنائية مع الولايات المتحدة بمختلف أوجهها، بما في ذلك علاقات التعاون في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة.

التكامل
كما رحب الرئيس بمشاركة الولايات المتحدة كضيف في الاجتماع الوزاري الثاني لمنتدى غاز شرق المتوسط، مشيرًا إلى أن المنتدى سيمثل محفلًا يستهدف تحقيق التكامل والمكاسب الاقتصادية لمختلف أعضائه، سواء منتجين أو مستهلكين أو دول عبور، وضمان أمن الطاقة وتأمين مصادرها بمنطقة شرق المتوسط، ومؤكدًا انفتاح المنتدى على عضوية الدول والمؤسسات الدولية الأخرى.
تعزيز الاستثمارات الأمريكية
وشهد اللقاء التباحث بشأن تعزيز الاستثمارات الأمريكية في مجالات البحث والاستكشاف والتكرير والبتروكيماويات في مصر، وذلك للاستفادة من الموقع الاستراتيجي لمصر والبنية الأساسية المتاحة في هذا الصدد، فضلًا عن استعراض النشاط المصري القائم للتوسع في مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، وكذا مساعي مصر لأن تصبح جسرًا لنقل الكهرباء بين دول المنطقة والدول الأوروبية في إطار مشروعات الربط الكهربائي مع دول الجوار

إثيوبيا
كما استقبل الرئيس السيسي جيدو اندارجاشيو، وزير الخارجية الإثيوبي، بحضور سامح شكري وزير الخارجية.

ونقل الوزير الإثيوبي للرئيس رسالة من رئيس وزراء إثيوبيا "أبي أحمد" معبرًا فيها عن خالص تحياته إلى الرئيس، ومؤكدًا الاهتمام الكبير الذي توليه بلاده لتطوير مختلف أوجه العلاقات الثنائية وتعزيز أواصر الصداقة مع مصر، كما تضمنت التطلع لتعزيز الاستثمارات المصرية في إثيوبيا وتفعيل الاتفاقيات الثنائية التي أبرمت بينهما، وأهمية استمرار التنسيق الثنائي الوثيق لتحقيق الاستقرار في القارة الأفريقية والمنطقة، بما في ذلك دعم ومعاونة الشعب السوداني الشقيق لتجاوز التحديات الراهنة.

سد النهضة
وفيما يتعلق بقضية سد النهضة، نقل وزير الخارجية الإثيوبي تأكيد رئيس الوزراء "أبي أحمد" بالاهتمام والعزم على استئناف مسار المفاوضات الثلاثية التي تجمع كل من إثيوبيا، ومصر، والسودان، وذلك لتنفيذ ما تضمنه إعلان المبادئ المبرم بينهم والخاص بسد النهضة من أجل التوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاث بشأن قواعد ملء وتشغيل السد وعلى نحو يراعي بشكل متساوي مصالح الدول الثلاث.


إجراءات عملية
من جانبه؛ نقل الرئيس خلال اللقاء تحياته إلى أخيه رئيس وزراء إثيوبيا، معربًا عن التطلع نحو الارتقاء بالجوانب المتعددة للشراكة الثنائية بين الجانبين، وبالنسبة لملف سد النهضة شدد الرئيس على أهمية الإسراع بالتوصل إلى بلورة اتفاق بشأن السد في إطار إعلان المباديء، وعلي أن يراعي الاتفاق أهمية وحيوية موارد مصر المائية بالنسبة للشعب المصري ومستقبله، وكذلك الجهود التنموية للشعب الأثيوبي، وذلك في إطار الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة التي تفرض التوظيف الأمثل لطاقة وموارد الدولتين لصالح شعوبهما والأجيال القادمة.

العمل المشترك
كما أكد الرئيس أهمية العمل المشترك بين الجانبين لتعظيم الاستفادة من فرص التكامل الإقليمي والقاري، لا سيما في ظل إطلاق منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية خلال قمة الاتحاد الأفريقي الاستثنائية الأخيرة بالنيجر، إلى جانب حرص مصر على التنسيق الوثيق مع الحكومة الإثيوبية إزاء مختلف القضايا الأفريقية وتطورات السلم والأمن بالقارة، وذلك في ضوء الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي.

السودان
وتطرق اللقاء إلى عدد من الملفات الإقليمية، لا سيما تطورات الأوضاع في السودان، حيث تم الترحيب بالاتفاق السياسي الذي توصلت إليه الأطراف السودانية ووقعت عليه بالأحرف الأولى، مع تأكيد ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة القادرة على إدارة دفة البلاد في هذه المرحلة، والعمل الجاد لتحقيق تطلعات الشعب السوداني، وكذا تعزيز الدور الحيوي لدول الجوار لدعم السودان في إنجاح هذا المسار.
رئيس تونس
كما نعى الرئيس عبد الفتاح السيسي ببالغ الحزن رئيس الجمهورية التونسية الباجي قايد السبسي الذي توفاه الله اليوم.

وإذ يتقدم الرئيس عبد الفتاح السيسي بخالص التعازي والمواساة لأسرة الرئيس الباجي قايد السبسي وللشعب التونسي الشقيق، فإنه يؤكد أن المساهمة التاريخية للرئيس السبسي في مسيرة تطور تونس وتعزيز استقرارها سيسجلها التاريخ بأحرف من نور، وستستمر سيرته حية وفاعلة في وجدان الشعب التونسي والشعوب العربية جميعا.
الجريدة الرسمية