طاهر الشيخ يكتب: رحل السبسي «وزير خارجية فلسطين»
ورحل الزعيم الباجي قايد السبسي، رئيس الجمهورية التونسية، والذي يعد آخر الزعماء البورقيبيين الذين ساهموا في نيل تونس استقلالها إلى جانب العديد من زعماء تونس في تلك الفترة.
رحل الباجي قايد السبسي وودع تونس في عيد جمهوريتها والذي يصادف الخامس والعشرين من شهر يوليو وقبل ثلاثة أشهر أو يزيد على موعد إجراء الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في شهر نوفمبر القادم.
رحل الرجل الذي لعب دورا سياسيا هاما وبارزا في مسيرة تونس منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا، عبر محطات عديدة سواء في عهد الرئيس الحبيب بورقيبة، أو سواء في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي، إلا أن أبرز محطاته السياسية كانت في عام 2011 وبعد الأحداث التي شهدتها تونس وفرار الرئيس بن علي، حيث استدعاه الرئيس المؤقت المبزع ليشكل حكومة انتقالية أشرفت على أول انتقال ديمقراطي وإجراء انتخابات تشريعية تأسيسية أفضت إلى فوز حركة النهضة التي انتخبت عبر أول مجلس تأسيسي لها الأغلبية فيه الرئيس المنصف المرزوقي رئيسا البلاد.
إلا أن الدور الأبرز والذي سوف يحفظه له التاريخ، هو مبادرته الجريئة بتشكيل حزب سياسي جديد في تونس تحت مسمى حركة نداء تونس وذلك بعد أن استفردت حركة النهضة وحليفيها بالحكم في تونس، حيث استطاع حزب الرئيس الباجي قايد السبسي خوض الانتخابات التشريعية والرئاسية والفوز بها وإعادة تشكيل المشهد السياسي في تونس على قاعدة جديدة وبشكل ديمقراطي.
رحل الرجل الذي وقف في الأمم المتحدة يدافع عن تونس وفلسطين في مجلس الأمن إثر الغارة التي نفذها سلاح الجو الحربي الصهيوني ضد مقرات منظمة التحرير الفلسطينية في الأول من أكتوبر عام 1985، وليستطيع أن ينتزع قرار إدانة من مجلس الأمن ويهدد الولايات المتحدة أن استعملت حق الفيتو فسيكون هناك موقفا مغايرا، ويقف بعدها وبشكل علني ويقول: «أنا وزير خارجية دولة فلسطين».
أبو الغيط ناعيًا السبسي: صاحب التزام عروبي لا يتزعزع
رحل السبسي من قصر قرطاج الرئاسي إلى المستشفى العسكري، ليعود إلى القصر ليودعه الزعماء والملوك والرؤساء من مختلف دول كرئيس انتقل إلى رحمة الله.
