الإخوان اللصوص!
ولا أي اندهاشة من معركة الأمس داخل جماعة الإخوان بين القيادي "أمير بسام" من جهة وبين "إبراهيم منير" و"محمود حسين" من جهة أخرى، بعد تسريب صوتي للأول يتحدث عن أموال أرسلت واستولى عليها الثنائي الإرهابي، مما دعا الإرهابي الأول إلى الصراخ من أن ابن أحد الإرهابي الثنائي يتمختر في إسطنبول بسيارة ثمنها مائة ألف دولار، وفي قول آخر مائة ألف إسترليني، بينما الطلبة الإخوان هناك -أو قل ابن الإرهابي الأول- لا يجدون ما يتعايشون منه!
عدم الدهشة سببها ليس فقط أننا اعتدنا على ذلك من سارق ومسروقين داخل الجماعة.. أو لأن الجماعة شبت ونشأت على المال الحرام الذي نجد في النهاية من "يلطشه"، ولا لأن قادة الجماعة يبنون أمجادهم الحرام أيضا على "أقفية" الشباب الذين يتمتعون بالاستغفال التام، ولا لأن عددا من قادة الجماعة التاريخيين صاروا ألغازا كبيرة في عالم المال والبيزنس، حتى إن أحد التقديرات تؤكد أن ثروة "يوسف ندا" وزير مالية التنظيم الدولي تصل إلى 12 مليار دولار! لتتجاوز ثروة "سعيد رمضان" زوج ابنة "حسن البنا" التي تخطت ملياري دولار وفقا لإحصائيات منشورة!
"يوسف ندا" يقدر نصيبه في بنك التقوى بـ 286 مليون دولار قبل وبعد تحويله إلى شركة التقوى فضلا عن باقي ثرواته في شركة "الندا العالمية"، بينما نجد "أيمن نور" في طريقه لتكوين ثروة مماثلة بعد أن اتهمه القيادي الإخواني "عمرو عبد الهادي" في ديسمبر 2017 على الهواء مباشرة، والتسجيل موجود بـ "تستيف" أوراق ومصروفات قناة الشرق بشكل يخالف الواقع، حتى إنه -أي أيمن نور- يسجل مكافآت للضيوف ولا يحصلون عليها، ويسجل مصروفات لـ "بوفيه" القناة دون وجود شاي أو سكر، وغيرها مثل أجرة سيارات التاكسي دون أن يكون هناك تاكسى!
هذا المستوى المنحط من الخلافات يعكس شكل الجماعة الحقيقي، وأنها ليست إلا خليط من منحرفين على كل شكل.. لو كنا قلنا لهم ذلك آلاف المرات ما صدقونا، إلا أن الخلافات باتت علنية ومفضوحة وصلت إلى حد غيرة الأبناء من بعضهم في إسطنبول، وإلى سرقة الشاي والسكر في بوفيه قناة الشرق!!
هذا انتقام إلهي من جماعة افترت وتجبرت.. عاشت على الكذب منذ عرفها مجتمعنا.. وسيأكلها صراع المال.. فلم يعد غيره يفيدهم بعد أن فقدوا الشرف والوطنية.. هذه الجماعة لا يبقيها على قيد الحياة إلا قرار أجهزة المخابرات التي يعملون لديها.. ومصالح بلادهم تحتاج خدمات الجماعة.. حتى لو كان بلوغ سرقات الأموال إلى قمة الجماعة بهذا الشكل يؤكد أنهم يرفعون شعار الأرض المحترقة والذي يعبر عنه المثل الشعبي "أن وقع بيت أبوك خد منه قالب"!
الاسم الجديد لهذه الجماعة الآن هو: الإخوان اللصوص!