رئيس التحرير
عصام كامل

جونسون في "داوننج ستريت".. العالم يستقبل هجينا جديدا يحمل رأس ترامب

فيتو

تسلم رئيس وزراء بريطانيا الجديد، بوريس جونسن، مهام منصبه رسميا عقب قبول الملكة إليزابيث استقالة تريزا ماي، وقبل ساعات دخل جونسون مقر الحكومة الشهير في 10 داوننج ستريت، ليجلس على مقعد ستانلي وتشرشل وتاتشر وغيرهما من الأسماء الكبيرة التي ساهمت في تشكيل العالم لما تملكه المملكة المتحدة من قوة ونفوذ دولي منذ عهد الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس حتى الآن.


وطبقا للمتغيرات الدولية بعدما وقع الحجر الساقط في هرم السياسة، وانحدر العالم إلى مستوى متدن غير مسبوق، أوجد شخصية مثيرة للجدل مثل دونالد ترامب في البيت الأبيض، وجلس رجب طيب أردوغان على مقعد الخلفاء العثمانيين وأسماء أخرى لا مجال لسردها تعكس مدى تصدع الصورة النمطية للزعماء الذين تركوا بصمات تاريخية عظيمة في السياسة وحتى الحروب.. ليلتحق جونسون بركب المتطرفين الجدد الذين يحكمون العالم الآن ويديرون دفته بطريق نهايته الحرب والدمار.

من المرجح أن العلاقة المميزة بين جونسون وترامب، سوف تزداد تميزا بعد تولي الأول رئاسة مجلس الوزراء البريطاني، استكمالا للثنائيات التي اعتادت واشنطن ولندن على صنعه بذات الطريقة بين جورج بوش الأب وتونى بلير، ومن بعدهما باراك أوباما وديفيد كاميرون، إلا أن ما يميز الثنائئ الجديد أكثر من مجرد شعر الرأس الذي يجمعها بطريقة تعطى ملامح المستقبل العبثى الذي ينتظر العالم على يد الطرفين.

وعلى صعيد الشرق الأوسط، مثلما تطاول ترامب على السعودية قبل انتخابه ووصفها بـ"البقرة الحلوب"، نالت المملكة العربية حصتها من جونسون قبل توليه منصبه أثناء توليه حقيبة الخارجية البريطانية، حينما اتهم السعودية ومعها إيران بأنهما تقودان حربا بالوكالة، مرجحا أن هاتين الدولتين تفتقران إلى القيادة القوية بما فيه الكفاية. وقال رئيس الوزراء البريطاني الجديد: "هناك سياسيون يتبعون أساليب ملتوية ويسيئون استغلال الدين، وطوائف أخرى من نفس الدين لتحقيق أهدافهم السياسية".

العلاقة بين جونسون وإيران صحيح أن تصريحاته كانت بعيدة عن الحرب لكنها تميل إلى فرض العقوبات وتضييق الخناق بذات الطريقة التي ينتهجها ترامب الآن بعدما تراجع خطوات عن التهديدات بالحرب، ما يؤكد نية الصديقين ممارسة الخنق بهدف الإطاحة بنظام الجمهورية الإسلامية بثورة شعبية داخلية، ولم تسلم تركيا من تصريحات رئيس وزراء بريطانيا الجديد في قصيدة هجاء من تأليفه وصف فيها أردوغان بممارسة الجنس مع عنزة.

وصول جونسون للحكم يعني وجود ترامب جديد في بريطانيا بالنسبة للاحتلال الإسرائيلى، فهو سيسير على خطى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في سياسته المجحفة تجاه القضية الفلسطينية ودعمه المطلق للاحتلال.

وتتوقع إسرائيل أن يمنح جونسون مزيدًا من الصلاحيات خلال ولاية حكمه فوصوله للحكم هو بمثابة إحياء لوعد بلفور وتنفيذ لمخططات صهيونية أكبر وخاصة أنه يدين بالولاء للصهيونية وسبق أنا اعترف بذلك حينما قال: "أنا صهيوني حتى العظم وإسرائيل البلد العظيم الذي أحبه".

تاريخ ترامب مع الفضائح الجنسية أيضا، توافق أيضا مع جونسون الذي كشفت عنها الصحافة البريطانية مع صديقته كاري سيموندز، ووصل مداه إلى طلب الشرطة، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

المقدمات التي استبقت وصول جونسون إلى داوننج ستريت، تعكس مدى المخاوف من مستقبل مرعب ينتظر منطقة الشرق الأوسط التي باتت محور سياسة العالم طبقا للصراعات التي تسكنها المتمثلة في الخلافات الطائفية وانتشار التنظيمات الإرهابية، وبعدما وجد ترامب شريكا وحليفا بريطانيا موثوقا تحمل رأسه بعيد عن لون الشعر المتشابه أفكارا واحدة ولدت من رحم التطرف والكراهية وتسيطر عليهما لغة الأرقام ويتحدثون بلسان واحد عن ابتزاز العالم بدون مواربة دبلوماسية، خصوصا أن رئيس وزراء بريطانيا الجديد قادم بدعم أمريكى لاستكمال تنفيذ مهمة خروج بلاده من البريكست وهو ما أصر على تحديد تاريخ تنفيذه في آخر أكتوبر المقبل، ومن المؤكد أن هذا الخروج سوف يترك تداعيات اقتصادية على لندن وقتها لن يجد سوى العرب لشراء السلاح والحصول على النفط والتعويل على التواجد العسكري في المنطقة بذريعة الحماية من إيران استكمالات للعزف على الوتر الذي يسير عليه ترامب.
الجريدة الرسمية