رئيس التحرير
عصام كامل

ليلة تأديب الإخوان.. كيف ولماذا!


يكسب الإخوان الجولات الإعلامية على شبكات التواصل الاجتماعي لأنهم كتلة واحدة تتحدث بلسان واحد وفي وقت واحد، لديهم على شبكات التواصل عشرات الآلاف من الصفحات الوهمية الكاذبة الخادعة التي يديرونها، فضلا عن الهيمنة على مئات الصفحات المليونية ويساعدهم ويدعمهم وفق تعليمات صارمة الإخوان في كافة البلاد العربية..


وهم يقدمون خدمات جليلة للدول التي تمولهم وتدعمهم في معارك هذه الدول ضد خصومهم.. ففي المعركة بين قطر والسعودية ستجدهم، وفي دعم وجهة النظر التركية -إن كان هناك وجهة نظر- ستجدهم داعمين للتدخل التركي بليبيا الشقيقة..

أمس.. كان صوت الإخوان باهتا ضعيفا يكاد لا يسمعه أحد أو بالفعل لم يسمعه أحد.. كان الاحتفال بثورة يوليو كاسحا.. وكان حضور "جمال عبد الناصر" الذي يكرهه الإخوان جدا موجعا مؤلما لهم، وكثيرون ربطوا بين "عبد الناصر" و"السيسي" لتكتمل دائرة الوجع عند أبناء الجماعة الملعونة..

حتى من كانوا يعادون الثورة -وبفعل نظرية السلوك الجماعي التي تحدثنا عنها من قبل- كثيرون منهم كتبوا وتحرك موقفهم واعترفوا أن لكل ثورة أو لكل قائد إيجابيات وسلبيات، ولذلك ساهموا في الكتابة عنها، وبالتالي ساهموا في طغيان الحديث عن الثورة عن أي هجوم إخواني ضدها، والذي انحسر وانحصر في صفحات الإخوان التي غنوا عليها غناء منفردا!

ماذا يعني ذلك؟ يعني أن هزيمة الإخوان بأعدادهم وخبراتهم وتمويلاتهم ممكنة جدا.. وأن أي جولات سابقة فازوا بها وأزعجونا وأربكونا كانت الأزمة لدينا أكثر منها مهارة منهم.. هم قوتهم لم تتغير ولم يضيفوا لوقاحتهم وسفالتهم وألاعيبهم وقدرتهم على الكذب والتلفيق لم تتغير.. ما تغير أمس هو أن تحدث المصريون في صوت واحد وفي وقت واحد فاختفى الإخوان!

هزيمة الإخوان إعلاميا ممكنة.. تأديب الإخوان ممكن على الدوام.. ليفقدوا أهم ساحة يتميزون بها وفيها.. فقط أن نتوحد أن لم يكن بقيادة على فيس بوك فبالموقف الجماعي الواحد..
الجريدة الرسمية