كيف وضعت ثورة 23 يوليو أول مسمار في نعش الإخوان ؟
تحيي مصر ذكرى 67 عامًا، مروا على ثورة 23 يوليو، التي كانت لها تبعات ضخمة، ليس فقط على المستوى السياسي والاقتصادي، ولكن على المسار السياسي، لجماعة الإخوان الإرهابية، وعلاقتها بمؤسسات الدولة، بعدما كشفت بشكل كامل عن أنيابها، مخططاتها العدائية للهوية المصرية القائمة.
محلل سياسي: مصر قادرة على صنع نموذج سياسي يتجاوز تأثيره حدودها الجغرافية
كان الإخوان خلال عقد الأربعينات، يعملون على اختراق المؤسسات الأمنية، وخاصة الجيش، وفي نهاية عام 1944، وحدث ذلك بالفعل، واستطاعوا تجنيد بعض الضباط على شاكلة عبد المنعم عبد الرؤوف ومحمود لبيب، والأخير ترقى داخل التنظيم ليصبح مسئولا عسكريا بالتنظيم السري.
من البداية كانت دوافع رجال الإخوان في الجيش واضحة، فريق كبير يتحدث عن الهوية المصرية، ودوافع حركة الجيش الرئيسية لنصرة الأمة، بينما الإخوان كانوا يتحدثون عن الدين بشكل متطرف، ولا يناسب الطبيعة المصرية، واتضح أن الإخوان منظمة خطيرة للغاية، ورغم ذلك كان البعض يرى أن الاتجاه الإسلامي يشبع الشباب بروح التضحية.
بمرور الوقت أصبحت العلاقات بين ضباط الجماعة والإخوان أنفسهم وباقي مجلس قيادة الثورة، حساسة للغاية، بعدما أصبح واضحا أن جماعة الإخوان كانت ترغب فقط في استغلال الضباط كأدوات لتحقيق الوضع السياسي والنفوذ داخل الجيش، وذلك بمعزل عن الانتصار للقضية الوطنية.
فشل الإخوان في الإجابة عن أسئلة من نوعية، كيف ستقدمون للناس خدمات في مجالات التعليم والسكن والزراعة، بالإضافة إلى مختلف القضايا الاجتماعية الأخرى،
كانت الأحداث السياسية تتطور بسرعة، والإخوان المسلمون يكشفون أيضا عن معالمهم السياسية بنفس السرعة، حتى تخلت عن جميع أقنعتها، واتضح أنها جماعة تتخفى في ادعاءات دينية البحتة، واعترف الجميع أنهم أشركوا جماعة الإخوان المسلمين أكثر مما ينبغي، وأصبح ضروريا الانسحاب من هذا التحالف.
وبدأ فصل جديد، حاول فيه الإخوان ضرب الحركة الوطنية للجيش، وقابلها الجيش بكل قوة وحسم، وتم حظر التنظيم، ومن وقتها وهو معروف للجميع يتلاعب في الخفاء، وينضوى تحت لافتة المستقليين، ويحصل على مكاسب بالتخفي، وبالتقية السياسية، تمكن من ثورة 25 يناير، وبعد نحو 60 عاما على ثورة 23 يوليو، جاءت رصاصة الرحمة في ثورة 30 يونيو عام 2013، التي أنهت على الفكرة وهدمتها للأبد.