رئيس التحرير
عصام كامل

عن حروب "عبد الناصر" وديكتاتوريته.. وقائع حوار ساخن !


قال صديقي مندفعا: جينا بقي للصداع بتاع يوليو.. والزعيم بتاعكم ده ملك الهزائم.
قلت: "الذي لم ينتصر في معركة واحدة" صح؟ أكمل الجملة زي الإخوان ما صاغوها وترددونها كالببغاوات.


قال : اسمع.. هتغلط هرد.. مش كل مرة هسكت.. خليك موضوعي.. قول حرب واحدة كسبها "جمال عبد الناصر" في كل حروبه اللي دخلها؟

قلت : هو دخل حروب؟ ولا مصر كانت المعتدى عليها؟ إنتو أصلا أسئلتكم غلط. وعقلكم فعلا معوج.. معوج إيه.. ده ملغي أساسا.. من دخل حروب هو محمد على وأولاده.. وانتهت بكارثة في معاهدة لندن المذلة ولكن لن تجد إخوانيا واحدا يتحدث عنها..

أما حروب "عبد الناصر" كانت العدوان الثلاثي ومصر معتدى عليها.. وفي بريطانيا اعترفوا بهزيمتهم وأكثر من ذلك حيث حددوا حرب 56 موعدا لانهيار الإمبراطورية البريطانية.. راجع كتاب أطول منك كتبه وزير خارجية بريطانيا وقت الحرب.. أكرر كان وزيرا وقت الحرب.. الكتاب اسمه "ناصر" والوزير اسمه "أنتوني ناتنج" والكتاب على الإنترنت. 

وحرب 67 مؤامرة كبرى حارب بعدها بأيام.. ورفض شعبنا الهزيمة بينما دول أخرى وقعت وثائق الاستسلام.. أما الاستنزاف فطبقا للصهيوني "عيزرا وايزمان" فهي الحرب الوحيدة كما قال التي أوجعتهم.. وبدون أن يقول هو فقد قدمت أمريكا مبادرة "روجرز" لإنقاذ إسرائيل.

قال : يا عم بطل بقي الوهم ده.. إنقاذ إسرائيل إيه واحنا أصلا ميتين!
قلت : لاحظ أولا انك تتحدث عن بلدك كما لو كنت اسرائيليا.. وهكذا حولك إعلام الإخوان وحلفاؤه.. أما ثانيا فإذا كانت مصر ميتة فلماذا كانت المبادرة؟ ومنذ متى تسارع أمريكا بهذا الحماس لوقف إطلاق النار إلا إن كانت إسرائيل في خطر؟!

قال : والله معنديش التفاصيل.. لكن اللي أعرفه أن غياب الديمقراطية وراء الهزيمة.
قلت : وعندما انتصرنا يعني كانت الديمقراطية إيه؟ مالية الدنيا يعني؟ ولما إسرائيل اتهزمت في أكتوبر كانوا ألغوا هناك الديمقراطية مثلا ؟ بلاش الأسطوانات اللي بتقولوها كده وخلاص.

قال : أسطوانات إيه وبتاع إيه.. دولة بوليسية قمعية قتلت المئات في السجون.
قلت: "ودفنتهم في الزنازين" أكمل عبارة الإخوان مرة أخرى.. عقولكم كلها إخوان

قال: أنا أكتر حد ضد الإخوان.. ومش كل اللي يختلف معاك يبقي إخوان..
قلت: ألم أقل لك إن عقولكم ملغية؟ يا بيه بقولك عقلك إخوان.. مقلتش إنك إخوان.. لكن لأنك شغال هري فمش بتفهم بسرعة.. على كل حال علشان أريحك هقولك.. من يقوم بثورة فلديه رؤية لمجتمعه.. مختلفة عن السائد وإلا ما قام بالثورة أصلا.. ولذلك كان في ذهن "عبد الناصر" أن يغير التركيبة الطبقية الموجودة وشكل وطريقة توزيع ثروة البلاد على المصريين. 

ولو استمر مائة عام يأخذ رأي الإقطاعيين في توزيع أراضيهم على المعدمين ما وافقوا.. ولو أجرى انتخابات برلمانية حرة لفاز بها الإقطاعيون والأثرياء أيضا.. ولو أطلق حرية تأسيس الصحف والأحزاب فسوف يقدر على تمويل كل منها الإقطاعيون والأثرياء أيضا.. أما احنا.. احنا.. الشعب المصري فكان خارج الحياة الآدمية أصلا، وليست الحياة السياسية فقط.. كما قال "محمد سعيد" رئيس مصلحة الضرائب المصرية قبل قيام الثورة.

قال: يا سيدي ما وزع الأرض ومعملش ديمقراطية
قلت : لأن مستويات الفقر والأمية مريعة.. والحاجة مع الجهل لا يصح معهما الديمقراطية التي في بالك. لأن الاختيارات ستكون كارثية.. رأيناها في ٢٠١٢ رغم كل هذه على الثورة!

قلت : لا يا سيدي.. رأيناها لأن رؤية "عبد الناصر" ومشروعه توقفا برحيله.. وتوقف معه برنامجه الطموح للتعليم والثقافة.. بل واستبدل بمشروع مضاد كان الإخوان والوهابية عماده الأساسي.. لقد رحل الرجل منذ نصف قرن. ولم يكن هذا حالنا.. انتم تهرجون في موطن الجد.. اقرأ أولا.. يا أبو عقل متأخون لا إراديا!!
الجريدة الرسمية