أول ضربة من معارضي أردوغان لـ"الإخوان".. إنذار "الجماعة" بالترحيل الفوري من إسطنبول لمخالفة شروط الإقامة.. ضغوط حزب الشعب العلماني تؤتي ثمارها.. وباحث: تدخلات النظام التركي في شئون الدول مكسب لأعدائه
اشتعلت حرب تكسير العظام، بين أردوغان والمعارضة العلمانية، والأخيرة وجهت أول ضربة له اليوم، بإجباره على إنذار اللاجئين والمقيمين الإخوان في إسطنبول، وهددتهم لأول مرة منذ سنوات بالترحيل من الولاية.
أول ضربة من إسطنبول لـ«الإخوان»: ترحيل مخالفي شروط الإقامة نهاية أغسطس (صورة)
ضربة قاضية
التهديد بطرد الإخوان هو الظهور الأول في المشهد السياسي، لرئيس بلدية إسطنبول الجديد، إمام أوغلو، الذي مارس هو وحزبه ضغوطا كبيرة خلال الأسابيع الماضية على أردوغان، وانتقدوا الإخوان علنا، بسبب إعلان العداء لدولة بحجم مصر من جراء موقف داخلي من الجماعة، واستجابت إدارة الولاية التنفيذية، التي لازالت تابعة للحكومة الإخوانية، للضغوط المكثفة عليهم طوال الأسابيع الماضية، وأمهلت جميع المخالفين لشروط الإقامة حتى 20 أغسطس القادم، وبعدها سيتم ترحيل المخالفين.
ويعيش في إسطنبول بموجب قانون الحماية المؤقتة نصف مليون سوري، ونحو 600 ألف من الأجانب الآخرين، معظمهم من الإخوان، الذين فروا إليها بعد سقوط الإخوان في مصر، بعدد إجمالي نحو مليون و100 ألف شخصا، والبيان الصادر اليوم، يعني طرد وترحيل كل من دخلوا تركيا بشكل غير قانوني، ولايحمل في الوقت نفسه بطاقة الحماية المؤقتة.
معركة كسر عظام
لم تهدأ بعد المعركة بين الإخوان والعلمانيين بعد النتائج المزلزلة في انتخابات البلدية بتركيا، ورغم اقتسام السيطرة على المدن التركية بين العدالة والتنمية الحاكم وحلفائه، والعلماني وأتباعه، الذين استعادوا كتل تصويتية كبيرة مثل الأكراد، الذين يسيطرون على الجنوب الشرقي للبلاد، إلا أن الفوز العلماني في مدن كبرى، أشعل صراعا وجوديا بين الإخوان ومعارضيهم.
محلل سياسي: الإخوان يعيشون دائما في أجواء عكرة
وأصبحت المعارضة العلمانية، تسبب صداعًا لأردوغان داخل حزبه كل يوم، ما انعكس على تصاعد الأزمات داخل "العدالة والتنمية" الأمر الذي أدى لإعلان انفصال العديد من القيادات الكبرى، ما أثار حالة من التوتر للحزب الحاكم، الذي لم يفقد الثقة فيه داخليا فقط، ولكن خارجيا أيضا، من الشركات الدولية والشركاء الدبلوماسيين.
احتقان سياسي
الدكتور شمسان المناعي، المحلل السياسي والباحث، يؤكد أن تدخلات تركيا في شئون بعض الدول العربية، خصوصًا في ليبيا وسوريا والأزمة في دول الخليج مع النظام القطري ووقوفها مع تنظيم الإخوان الإرهابي، تثير الكثير من التساؤلات، وتدفع المعارضة العلمانية للعب على هذه الثغرات.
وأكد أن النظام التركي يقف وراء حركة الإخوان والجماعات المسلحة، بدوافع تبدو أيديولوجية وأحلام باسترداد ماض بغيض، ليس في هذه الدول فحسب، إنما في كثير من الدول العربية، ما انعكس سلبًا على النظام التركي.
وأشار الباحث إلى أن تصرفات أردوغان، أوجدت حالة من الاحتقان السياسي في تركيا، خصوصًا في إسطنبول وأنقرة، وما فوز المعارضة في الانتخابات البلدية إلا دليل على ذلك، مردفا: أصبح واضحًا أن «الأردوغانية» بدأت تفقد بريقها في الداخل والخارج.