رئيس التحرير
عصام كامل

"إجازة سيئة" تكشف أسباب الحرب الإيرانية البريطانية

وزير الخارجية البريطاني
وزير الخارجية البريطاني الأسبق جاك سترو

كشف وزير الخارجية البريطاني الأسبق جاك سترو، في مقال له عن الأسباب التي أدت إلى انعدام ثقة الإيرانيين في بريطانيا، مشيرًا إلى أن ذلك يعود إلى ذكريات سيئة التصقت بعقولهم عن النظام البريطاني وخاصة معاهدة باريس عام 1857 والحرب الأنجلو فارسية.


وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أشار جاك سترو، إلى رحلة قام بها عام 2015 برفقة زوجته إلى إيران مع أصدقائه، والتي اكتشف من خلالها الأسباب وراء كره إيران المستمر لبريطانيا، موضحًا أنه خلال زيارتهم إلى العاصمة طهران قابلو "الباسيج"-الميليشيا المتطوعة المرتبطة بحرس الحرس الثوري الإيراني-، والذين قموا لهم عريضة طويلة تفيد بالآتي: "على الرغم من أن تقاليدنا كإيرانيين أن نرحب بالضيوف، فإن إيماءة الترحيب هذه لا تنطبق عليك.. ليس لدى شعب إيران ذكريات طيبة عنك وعن النظام البريطاني.. أنت تعرف أكثر منا عن الجرائم والمؤامرات الكثيرة التي نظمتها بلادك ضد أهل هذه الأرض"، مضيفًا أن هذه العريضة حددت كافة الأحداث التي قامت بريطانيا تجاه إيران، والتي عادت إلى معاهدة باريس عام 1857 والحرب الأنجلو فارسية.

وكان هذا اللقاء بداية حملة مستدامة لجعل رحلتنا صعبة قدر الإمكان، كنا نخشى أن يتم خطفنا لكن تم منحنا حماية من الشرطة - ليس ضد المجرمين أو الإرهابيين، ولكن الباسيج ووكالات الدولة الإيرانية الأخرى ولذلك قررنا الرحيل قبل انتهاء رحلتنا.

وأضاف وزير الخارجية البريطاني الأسبق، قائلًا: إذا أردنا حل الأزمة الخليجية الحالية في مضيق هرمز، فمن الضروري أن نفهم تاريخنا المشترك ولماذا تتصرف إيران اليوم كما تفعل، متابعًا: "لديهم سبب وجيه لأن يكونوا مستاؤون من بريطانيا، فلم لم تكن إيران مستعمرة بريطانية أبدًا، لكن ذلك لم يمنعنا من استغلال البلاد من أجل الكنز والقوة".

وأوضح وزير الخارجية البريطاني الأسبق: "لقد غزونا إيران في الحرب العالمية الأولى، مما ساعد في إحداث مجاعة كارثية في هذه العملية، وفي الحرب العالمية الثانية مع الروس، احتلينا البلد معًا لمدة خمس سنوات من عام 1941 حتى عام 1946م، وأسقطنا الشاه في عام 1941، وعندما خاض البرلمان الإيراني صراعًا دام ثماني سنوات من أجل تأميم مصفاة BP الضخمة وشبكة واسعة من آبار النفط، ردت MI6 وCIA بتنظيم انقلاب ناجح ضد رئيس الوزراء المنتخب، محمد مصدق، في أغسطس 1953".

لكن الأسوأ كان عام 1980، عندما قرر الرئيس العراقي المعين، صدام حسين، دون أي مبرر، غزو إيران، والتي أدت إلى فقد ملايين من الجانبين حياتهم في الحرب الدامية التي تلت ذلك، وكان الغرب كله بجانب العراق لمدة ثماني سنوات، وكانت إيران وحدها، وعلى الرغم من ذلك نجحت في تجنب الهزيمة الشديدة.

بريطانيا تعلن عن إجراءات رادعة ضد طهران في بيان أمام البرلمان

وزعم سترو أن أزمة الخليج واستمرار عدم الاستقرار في الشرق الأوسط الكبير، يمكن أن يستمر لكن علينا أن الأسباب وراء تصرف إيران بهذا المنطلق لمحاولة العمل على حل الأزمة.
الجريدة الرسمية