إعدام كليات الإعلام.. تحذيرات إعلاميين وصحفيين من الالتحاق بها.. "المرسي": الوسط الإعلامي اتسع ويجب تطهيره.. و"عطية": أعداد المتقدمين تضاعفت 5 مرات.. ومجال توظيف خريجيها متاح بجميع المؤسسات والهيئات
دعوات وتحذيرات انطلقت عقب ظهور نتيجة الثانوية العامة لهذا العام، تشجع جميعها على الابتعاد عن اختيار كليات الإعلام، في تسجيل الرغبات في التنسيق، وتحذر من دراسة الإعلام والالتحاق بمجالاته بشكل عام، والغريب في الأمر أنه لم يطلق تلك الدعوات أشخاص فاشلون أو أخفقوا في تحقيق أحلامهم، لكنهم كانوا جميعا من الإعلاميين البارزين في المجال الذين حققوا انتصارات ونجاحات لا مثيل لها، مما يفتح الباب للكثير من الأسئلة؛ فهل تغلق كليات الإعلام أبوابها؟! أم تستحدث أقساما جديدة؟ أما أنها هوجة يتم إطلاقها كل عام، وتنتهي بانتهاء موسم التنسيق وتسجيل الرغبات؟!
دعوات غير صحية
الدكتور محمد المرسي؛ الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، يرى أن إغلاق كليات الإعلام لأبوابها ليس في صالح المجال الإعلامي على الإطلاق، فمعنى أن تغلق كليات الإعلام أبوابها هو أن نترك الساحة لغير المؤهل أن يحصل على فرصة غيره من المؤهلين، مشيرا إلى أن العمل الآن في مجال الإعلام أصبح يتطلب علما وفنا ودراسة وتأهيلا، لافتا إلى أن كلية الإعلام جامعة القاهرة تعتبر من أفضل الكليات المؤهلة للعمل في المجال الإعلامي على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى كليات أخرى موجودة على مستوى المحافظات الأخرى.
وأشار إلى أن التحذيرات الموجهة بشأن عدم الالتحاق بكليات الإعلام هي دعوة غير مباشرة لإغلاق تلك الكليات، وهذا شيء غير صحي على الإطلاق، متابعا أنه إذا كان هناك بعض الإشكاليات الموجودة منذ فترة في مجال الإعلام فهذا لا يعني تحذير الطلاب من دراسة ذلك المجال، لأن تلك الإشكاليات واحدة في كل المجالات، فهناك إشكاليات كبيرة جدا في كليات الحقوق، وهناك أعداد كبيرة جدا من خريجي الطب والهندسة مما يجعلهم يجدون صعوبة في الحصول على وظيفة، لكن هذا ليس معناه أن نغلق كليات الهندسة أو الحقوق أو الطب.
اتساع المجال الإعلامي
وأكد أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أنه من الناحية العملية إذا كان هناك صحف ورقية أو قنوات تُغلَق، ففي المقابل هناك صحف وقنوات أخرى جديدة تفتح، هذا بالإضافة إلى وجود شركات إعلامية كثيرة في مجالات متعددة تفتح في السوق الإعلامي، بالإضافة إلى وسائل إعلام جديد لا حصر لها تفتح في سوق العمل، لكن الشرط المطلوب حتى يجد الخريج المؤهل فرصته أن يتم تطهير المجال من الدخلاء عليه من أنصاف ومعدومي المواهب الذين يحصلون على فرص غيرهم من المؤهلين، وبهذا تتوافر فرص أكبر للمؤهلين.
وشدد المرسي على أنه لا يجب أن نصادر حلم أحد في الالتحاق بكلية بعينها، أو العمل في مجال معين، خاصة وأن كل الدعوات انطلقت من أشخاص يعملون بالفعل في المجال الإعلامي، وبدلا من مصادرة أحلام الطلاب علينا أن نهتم بتطوير العمل الصحفي بالشكل المطلوب وتطوير القنوات والمضمون الذي يُبث من خلالها، وبالتالي سيكون المجال أفضل مما هو عليه حاليا، وهذا هو دور المجلس الأعلى للإعلام، ونقابة الصحفيين ونقابة الإعلاميين، والهيئة الوطنية للإعلام، والهيئة الوطنية للصحافة، فكل هذه الجهات من المفترض أن تقوم بدورها في تطهير المهنة وتوفير الفرص للمؤهلين.
تطوير المناهج والأقسام
وعن تطوير الدراسة في كليات الإعلام؛ أشار المرسي إلى أنه يتم تحديث المناهج باستمرار بما يتلاءم مع سوق العمل، حيث تم إعادة قسم الإعلام الإلكتروني بكلية الإعلام جامعة القاهرة بعد أن كان مغلقا منذ سنوات، وهذا جاء لمواكبة التطور الموجود حاليا، كما أنه لأول مرة يتم اختيار الطلاب الدارسين بالكلية بناء على اختبار قدرات، مما يجعل الفرصة أكبر لدى الموهوبين، لافتا إلى أن المجلس الأعلى للإعلام يقوم بدور متميز جدا في التأكد من توافر الإمكانيات اللازمة لتأهيل الطلاب بكليات الإعلام المختلفة.
وفي نفس السياق، أكد الدكتور هشام عطية، عميد كلية الإعلام بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، أن دعوات التحذير من الالتحاق بكليات الإعلام هي أمر غير مفهوم، كما أنها نوع من الحجر على أشخاص في سن مبكةر من أنهم يختارون طريقهم بإرادتهم، لافتا إلى أنه إذا كان مبرر تلك الدعوات قلة فرص العمل، فهذا ينطبق على كل التخصصات بلا استثناء، كما أن تلك الدعوات تمنع وجود الأشخاص ذوي القدرات الفائقة والموهوبين من أن يحسنوا في هذا المجال ويصنعوا فيه فتوحات مهنية.
دعوات فردية ذاتية
وأشار عطية إلى أن تلك الدعوة فيها نوع من الذاتية، حيث إن من يطلقونها يختزلون المجالات المختلفة التي تتيحها كليات الإعلام في أمر فردي يخصه شخصيا، لكن في الواقع سنجد أن مجال التوظيف الإعلامي اتسع جدا ليشمل كل المؤسسات والإدارات والهيئات، فلا توجد جهة أو مؤسسة أو وزارة تخلو من إدارات الإعلام والعلاقات العامة والتسويق والمالتي ميديا وأيضا السوشيال ميديا، علما بأن الوظائف المطلوبة في تلك المجالات كثيرة جدا ومستمرة، وأصبحت كليات الإعلام تساعد في التأهيل لتلك الوظائف، وأضاف عميد كلية الإعلام بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، أن توظيف لحظة إحباط لشخص ما وإطلاقها على العموم هو شىء غير جيد على الإطلاق، خاصة وأنه ينطلق لفضاء عام، ويمس حالة تعليمية ومستقبل شباب ومهنة كاملة ونمط تعليم، مشيرا إلى أن تلك الدعوات كانت تحتاج إلى مزيد من التروي والمبررات غير الذاتية.
الواقع لم يستجب للدعوات
وأكد الدكتور هشام عطية أن تلك الدعوات يتم مواجهتها على أرض الواقع، حيث إنها لم تلق أرضا خصبة للإيمان بها، مشيرا إلى أن عدد الطلاب المتقدمين للالتحاق بكلية الإعلام بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا هذا العام يفوق خمسة أضعاف الحد الأدنى للأعداد المحددة للقبول من قِبل الوزارة.