رئيس التحرير
عصام كامل

حرب العطش!


في ظل الأحداث السياسية المشتعلة والصراعات القائمة بين النظام الإخواني الحاكم وقوى المعارضة ما بين جبهة الإنقاذ وتمرد، تبقى حقائق وكوارث كبيرة بعيدة عن الأضواء، ستنتهي حتما إلى مصائب كبرى ليس لها من دون الله كاشفة، إنها أزمة صراعات دول حوض النيل على اتفاقية "عنتيبي" التي تقضي بتقليل حصة مصر من المياه 9 مليارات متر مكعب .


وما بين صراع الإخوان للبقاء في السلطة خوفا من تظاهرات 30 يونيو القادم تبقى الكارثة قنبلة موقوتة ستنفجر في أي وقت، حيث يتسم الموقف المصري في سبيل حل الأزمة وإقناع باقي الدول على عدم التوقيع على الاتفاقية ، بالجمود والركود، لاسيما بعد قرب توقيع جنوب السودان على الاتفاقية لتترك مصر وحدها تواجه مصير لا يعلم مداه إلا الله، بعد أن أقنعتها إثيوبيا بأنها ستوفر لها الكهرباء وأن حصتها من المياه لن تتأثر .

وما بين الحل السلمي عن طريق المفاوضات والتدخل العسكري الوارد تبقى مصر مكبلة بالأغلال في ظل عجز الرئيس مرسي وحكومته وجماعته عن حل هذه الأزمة التي ستطفو على الساحة الأيام القليلة المقبلة .

العديد من خبراء المياه الدوليين أكدوا أن "مرسي" لا يجرؤ على التوقيع على اتفاقية "عنتيبي" وجاءت تصريحات الدكتور محمد بهاء الدين وزير الموارد المائية والري الأيام الماضية بأن السدود الإثيوبية لن تؤثر على مصر وأن احتمالات المخاطر ضعيفة لتبرز تراجع التصريحات النارية التي كان يطلقها الجانب المصري .

في الوقت نفسه هددت إثيوبيا بضرب السد العالي حال شن عمليات عسكرية تستهدف ضرب سد النهضة الإثيوبي ، وهو تصاعد خطير في العلاقات المصرية الإثيوبية التي تأثرت بعد توقيع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لاتفاقية التعاون المشترك بين مصر والسودان وهو ما دفع إثيوبيا إلى التقدم بشكوى إلى هيئة الأمم المتحدة لتضررها من رغبة مصر والسودان السيطرة على حصة مصر من مياه النيل الأزرق وهو ما تسبب في تدهور العلاقة بين الكنيسة القبطية المصرية والإثيوبية التي ظلت مترابطة وتتبع الكرازة المرقسية بالإسكندرية لأكثر من 1300 عام كاملة .

خبراء المياه أكدوا أن سد النهضة الإثيوبي سيمتلئ في أربع سنوات وسيستحوذ على 80 % من مياه نهر النيل الأزرق، إلا أن الخطر الأكبر أن السد خرساني يمكن ضربه في خمس دقائق لينهار بكامله وهو ما سيتسبب في غرق السودان عن بكرة أبيها وغرق كل المدن الواقعة على ضفاف نهر النيل، وتهجير 6 ملايين شخص مصري وغرق مليوني فدان .

كل هذه الكوارث وحكومة النهضة " نايمة في العسل " ولا تعي المصيبة الكبرى التي تنتظر مصر في الأيام القادمة ، وتحاول إسرائيل جاهدة إطلاق يدها في المنطقة عن طريق مساعدة دول حوض النيل ضد مصر لأنها تحلم بغرق مصر، فصاروخ واحد توجهه نحو السد كفيل بغرق مصر والسودان لتنتصر على مصر بدون نقطة دم واحدة وهو أمر استراتيجي لا يمكن تجاهله .

الوضع جد خطير ولا يحتمل التجاهل في ظل التحركات الإثيوبية الإسرائيلية في المنطقة، فهل تنقذ حكومة النهضة مصر قبل فوات الأوان أم تنتهي مصر إلى الأبد .
الجريدة الرسمية