رئيس التحرير
عصام كامل

د. هاني أبو العلا يكتب: نتيجة الثانوية العامة هل هي منطقية

الدكتور هاني أبو
الدكتور هاني أبو العلا

وسط كل هذا السيل المجاميع وكم التهنئات بنجاح طلاب الثانوية العامة وحصول أكثر من ٣٦٪؜ منهم على مجاميع تزيد عن ٩٠٪؜ وتعالي الفرحة وأصوات الزغاريد هنا وهناك، يتبادر للأذهان عدة تساؤلات؛ هل هذه النتيجة منطقية؟! وهل تحدث هذه النتيجة في أي مجتمع طلابي، أم أن مستويات التعليم في مصر قد تجاوزت اليابان والدول المتقدمة لهذا الحد؟


إذن فما هي الأسباب الحقيقية لتلك الهوجة من المجاميع؟ وهل يمكن أن نربط ذلك بما لفت نظر جميع المصريين ورأيناه على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وبرامج التوك شو في نموذج مدرس الدروس الخصوصية "الإمبراطور" الذي يدخل إحدى قاعات الأفراح بالعاصمة بموكب مهيب يتجاوز مواكب الوزراء ليقوم بإعطاء درسًا خصوصيًا بالمخالفة لسياسة الدولة، على مرأى ومسمع جميع السادة المسئولين.

هل تحدى مدرسو الدروس الخصوصية السياسات والخطط التعليمية للدولة، التي تعتمد على الحفظ والتلقين في معظمها ليضمنوا استمرارًا وبقاءً لأعوام قادمة نتيجة لما حققوه من مجاميع هلامية؟

وهل ما نعاني منه من بعض الإخفاقات التي يحققها هذا الطالب صاحب المجموع الخرافي بعد التحاقه بالمرحلة الجامعية أو بعد حكم المجتمع برداءة مستويات بعض الخريجين بعد دخولهم الحياة العملية أمر مقبول مع هؤلاء ممن يفترض فيهم أنهم أذكى أقرانهم؟!

كلها استفسارات تحتاج للإجابة، خصوصًا ونحن نجد أنفسنا أمام مأزق يتمثل في كيفية استيعاب هذا العدد الضخم من ذوي المجاميع المرتفعة في الكليات المسماة "بكليات القمة"؟ وهل ستظل كليات قمة إذا تحملت فوق طاقاتها الاستيعابية بما لا يتماشى مع أعداد أعضاء هيئات التدريس والمعامل والتجهيزات وبما لا يتماشى مع معايير جودة التعليم؟ وما مصير خريجيها بعد التخرج، وما مصير المجتمع الذي سوف يستوعب هذا الخريج، الذي لم يأخذ نصيبه وحقه من التعليم والتدريب الكافي بعد تخرجه؟

كلها تساؤلات واستفسارات تقف حجر عثرة أمام وزير التعليم العالي وأعضاء المجلس الأعلى للجامعات، وتحتاج جهدا جهيدا وبذل طاقات كبيرة من التفكير والتخطيط في ظل النسبة المحددة، المخصصة للتعليم العالِ من موازنة الدولة.

وأقل ما يمكن وصف هذا الموقف المعقد به هو "كش ملك".

الجريدة الرسمية