رئيس التحرير
عصام كامل

عملية إنقاذ ليبيا.. مناقشات في القاهرة لتحرير طرابلس من الميليشيات ونسف اتفاق «الصخيرات».. العودة إلى البرلمان الشرعي أولى خطوات التصحيح.. ورئيس ناد سابق مرشح بقوة لرئاسة البلاد

فيتو

تدخل مصر السريع لإجراء «عملية سياسية» لإنقاذ جسد الدولة الليبية من الانهيار والدخول في غيبوبة سريرية تنتهي بإعلان وفاتها على الكرة الأرضية رسميا، نقلت ملامحه لـ«فيتو» مصادر ليبية مطلعة ونواب شاركوا في اجتماعات القاهرة، موضحين خطة الإنقاذ الرامية إلى إعادة ليبيا إلى بؤرة استقرار افتقدها الشعب منذ العام 2011، وباتت أرواحه رهينة لأطماع ميليشيات إرهابية داخلية، وتدخلات خارجية مقيتة تهدف للاستيلاء على ثروات وطن تائه وضعته أطراف خفية على طاولة تشريح دولي يسعى كل منهما إلى اقتناص قطعة من أرضه أو جزء من نفطه.


حفتر والسراج
الأطراف الغربية تتعلل برفض التعامل مع القائد العام للجيش الوطنى المشير خليفة حفتر، كطرف سياسي لكونه رجلا عسكريا وتستند إلى ذريعة حصول مجلس السراج على شرعية دولية من خلال اتفاق الصخيرات بالرغم من تحولها على مرأي ومسمع من العالم لغطاء شرعي لميليشيات إرهابية تشمل القاعدة والإخوان وتتحكم في مصير البلاد والعباد.. هكذا استهل أحد المسئولين حديثه.

موضحا، أن اجتماعات النواب في القاهرة، تركزت على ضرورة تفعيل دور مجلس النواب الليبي –البرلمان- وتحديد مصير النواب المقاطعين سواء من خلال التحدث المباشر معهم لإقناعهم بالعودة إلى المسار الصحيح، أو فصلهم من خلال تصويت باقي الأعضاء بهدف توحيد المؤسسة البرلمانية ضد الاختراق والانقسام الذي سمح لأطراف خارجية بالتدخل في شئوننا السياسية، وتحول صوت بعض النواب من المطالبة بحقوق الشعب الذي انتخبه إلى سلع تباع وتشترى في سوق النخاسة الدولية لتشويه الشرعية إلى منحها لخصوم الوطن.

توحيد الرؤى
وحول هذه المسألة قال النائب الليبي على السعيد إنه عقب مغادرة النواب القاهرة، منهم من توجه إلى العاصمة «طرابلس» والآخر عاد إلى بنغازي لعقد لقاءات مع باقي الأعضاء، لتوحيد الرؤى والشروع سريعا في عقد جلسة عاجلة لمجلس النواب «الشرعى» وترميم البيت السياسي، واتخاذ قرارات جماعية بشأن المقاطعين، وكذلك الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية تفوت الفرصة على حكومة الوفاق التي تتاجر بدماء الليبيين متعللة بالشرعية.

الهدف من الخطوة كما أوضحت المصادر، خلق جسما سياسيا يتحدث كممثل للدولة الليبية والعمل على خلق اتفاق دولي جديد ينسف اتفاق الصخيرات الذي فتح على البلاد وابلا من الإرهاب، وحولها إلى مرتع لقوى إقليمية تنقل السلاح والعتاد والعناصر المسلحة عبر البر والبحر دون رادع، مشيرا في هذا السياق إلى تركيا وقطر بالاسم، داعما اتهامه لهم بالوثائق المتواجدة بحوزة جهاز المخابرات والتي تكشف حجم الأسلحة المنقولة من أنقرة على نفقة قطر، والفريق الذي قام بالإشراف على استلامها وتسليمها وتدريب ميليشيات الوفاق عليها، علاوة على الدعم العسكري المباشر في تنفيذ "كمين غريان" بحق الجيش الوطنى الليبي.

القوى الستة
بيان القوى الـ6 (مصر والإمارات وأمريكا وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا) الصادر منذ أكثر من أسبوع والمطالب بضرورة وقف العمليات العدائية في محيط طرابلس، وإيقاف التعاون الرسمى من قبل حكومة الوفاق مع الميلشيات الإرهابية، حمل متغيرا كبيرا بحسب الخبير في الشأن الليبي محمد الراجحي، أهم متغير جديد في البيان النص صراحة على أن حكومة الصخيرات تتعامل مع الإرهابيين في هذه الحرب.

كما نص صراحة على أن حكومة الوفاق التي كان يعترف بها العالم ويدعمها لم تعد تمثل كل الليبيين وأصبحت الحاجة ملحة لحكومة بديلة قادرة على تنفيذ متطلبات المرحلة القادمة، وأهمها الدعوة لانتخابات تشريعية ورئاسية لتجاوز أزمة الشرعية في ليبيا.

زيارة واشنطن
خطوة خلق الجسد السياسي الذي بدأ التحضير له في اجتماعات القاهرة، دفعت مجلس النواب الليبي إلى الاتفاق على إيفاد وفد نيابي إلى واشنطن، بهدف التشاور مع إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، كوفد سياسي شرعي ممثل عن الدولة التي يحرص المتآمرون عليها إلى إظهاره "دولة بدون رأس"، كما سيناقش الوفد مع الجانب الأمريكى تبنى دعوة لعقد اجتماع دولي يخرج باتفاق يُنهى «اتفاق الصخيرات» الذي تحول إلى مصوغ رسمى وحول طرابلس إلى غابة من عناصر الاستخبارات المسحوبين على أجهزة مختلفة يحمل كل منها مشروع خاص لبلاده في الداخل الليبي سواء جعلها كوطن بديل لعناصر داعش وباقى التنظيمات المتطرفة المتواجدة في سوريا والعراق، أو نهب خيراتها النفطية في مسعى من تركيا لتكرار سيناريو شراء نفط داعش من العراق وسوريا، بعدما اعتاد أردوغان على تقوية اقتصاد بلاده بـ"المال الحرام".

عقب الزيارة إلى واشنطن أو قبلها على حسب الاتفاق على موعد جلسة مجلس النواب المقبلة، سوف يتصدر ملف تشكيل الحكومة بنود أجندة الاجتماع، ورجحت المصادر المتحدثة الاختيار بين شخصيتين أبرزهم "عارف النايض" الذي أعلن سابقا ترشحه لرئاسة البلاد طبقا لبنود اتفاق الخيانة "الصخيرات".

مهمة النايض
وجاء اختيار "النايض" رجل الأعمال والسياسي البارز، لهذه المهمة لما يملكه من مقومات سياسية تمكنها من التحاور مع القوى الدولية بصوت عاقل ومعتدل، ويمثل اختياره بحسب المصادر فرصة لمصالحة الشعب الليبي الذي فقد الثقة في قائد سياسي وطني نتيجة السنوات الماضية.

«النايض» إسلامي محسوب على التيار الصوفي ومنتسب لرابطة علماء ليبيا الذي تأسس 2014، وليبرالى كدبلوماسي سابق يجيد التحدث مع الدوائر الغربية والعربية، ورياضى ترأس مجلس إدارة نادي أهلي بنغازي صاحب الشعبية الجارفة في البلاد.

وعقب تشكيل الحكومة وميلاد اتفاق دولي جديد، سوف تتخذ الدولة المسار الدستوري الصحيح من خلال تحديد موعد محدد لانتخابات رئاسية، وتوحيد مؤسسات الدولة خصوصا الجيش الوطنى للبلاد لتحصين حدودها المستباحة من الغرب إلى الشرق ومن الشمال إلى الجنوب، كذلك جهاز الشرطة لحماية المدنيين من جرائم الإرهاب التي ترتكب ليل نهار باسم الدين.

مصارف ليبيا المركزية أيضا سوف يتم توحيدها لحماية أموال الشعب المستباحة من طرابلس بعدما تحولت خزائن البنك إلى خزائن لتمويل الإخوان وداعش وعقد الصفقات المشبوهة مع أطراف خارجية لنقل مقاتلين والحصول على الأسلحة والعتاد بطرق غير شرعية.

الإسراع نحو تشكيل الجسد السياسي بحسب المصادر، يعد طوق النجاة الأخير لإنقاذ الوضع الحرج وترميم البيت من الداخل بهدف إيجاد كيان شرعى يتحاور مع الخارج ويرسم سياسات البلاد المستقبلية قبل غرقها في قاع دوامة "اللا دولة".

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية