عصر التمور.. 12.8 مليون نخلة في مصر.. وإنتاجها يمثل 17.7% من الإنتاج العالمي.. تشكيل مجلس أعلى بداية استغلال الثروة.. و180 مليون دولار عائد متوقع في حالة النجاح
جاء تشكيل مجلس أعلى للتمور برئاسة وزير التجارة والصناعة وعضوية محافظي الوادي الجديد وأسوان ليشكل نقلة نوعية في اهتمام الحكومة بالتوسع في زراعة النخيل لزيادة معدلات الإنتاج من التمور والاستفادة منه محليا والتصدير للخارج.
المجلس الجديد يستهدف العمل على تطوير قطاع النخيل والتمور على المستوى الوطني، وحل مشكلات المنتجين والمصنعين والمصدرين على حد سواء، وذلك للارتقاء بمستوى جودة وسلامة التمور المصرية والوصول بها إلى مستويات الجودة العالمية، بالإضافة إلى اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتعزيز الصادرات المصرية من التمور وتحسين دخل المنتجين والمصنعين وتطوير منظومة إنتاج وتصنيع التمور المصرية المزروعة ووضع منظومة لضمان جودة تداول التمور ووقاية النخيل والتمور من الآفات، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية بوزارة الزراعة وبصفةٍ خاصة المعمل المركزى للنخيل ومعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، وكذا تحديد الأصناف الملائمة للأسواق الخارجية.. "فيتو" تناقش في السطور التالية الأهمية الإستراتيجية لصناعة التمور وسبل تطويرها والتغلب على ما يواجهها من معوقات.
الثروة
انتبهت مصر مؤخرا إلى ثروتها من النخيل، خاصة أنها أكبر بلدان العالم إنتاجا للتمور، ولكنها أقلهم من حيث صادرات هذا المنتج المطلوب عالميا بشكل كبير، وبدأت الحكومة في وضع تصورات من خلال وزارة الزراعة للتوسع في زراعة النخيل وتطوير الثروة الحالية من الأصناف المصرية القابلة للتصدير كالسيوي والسكري، إلى جانب نشر الوعي بالمعاملات الزراعية ومعاملات ما بعد الحصاد لتنمية الإنتاج والحفاظ عليه لأطول فترة ممكنة.
الأهداف
وتستهدف مصر من خلال مشروع تحسين إنتاجية التمور - بالشراكة مع منظمة الأغذية والزراعة فاو - رفع حجم الصادرات من التمور من 38 ألف طن سنويا في الوقت الحالي إلى 120 ألف طن سنويًا بحلول 2022، ورفع متوسط سعر التصدير من 1000 دولار للطن حاليًا إلى 1500 دولار خلال نفس الفترة، بما يؤدي إلى تحقيق زيادة في الموارد المالية بالعملة الصعبة للميزانية العامة للدولة من 40 مليون دولار إلى 180 مليون دولار، بالإضافة إلى زيادة التسويق على المستوى المحلي، ورفع الصادرات من التمور غير المصنعة، والاستفادة من المنتجات الثانوية ومخلفات التمور والنخيل، وخلق فرص عمل جديدة.
وتعتبر مصر الدولة الرائدة في العالم في إنتاج التمور، وهي معلومة غريبة على الكثيرين، ووفقا لبيانات فاو؛ لأن مصر تحتل المركز الأول في إنتاج التمور على المستوى العالمي قبل إيران والسعودية، ويقدر إنتاجها السنوي بنحو 1.5 مليون طن ما يعادل 17.7% من الإنتاج العالمي المقدر إجمالا بـ 7.5 مليون طن.
وتطور تعداد النخيل في مصر وفقا للبيانات الصادرة عن وزارة الزراعة من 6 ملايين نخلة سنة 1980، ليصل في عام 2014 إلى ما قدره 12 مليونا و827 ألفا و235 نخلة ممثلا بذلك 9% من تعداد النخيل في العالم، و14% من عدد النخيل في الوطن العربي، كما تحتل زراعة النخيل في مصر مساحة تقدر بـ45.8 ألف هكتار، ويقدر متوسط الإنتاجية بـ114 كيلو جراما للنخلة الواحدة.
أماكن التمركز
وذكرت تقارير وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي أن زراعة النخيل تتركز في مناطق الوادي الجديد والواحات البحرية وسيوة وشمال الدلتا والصعيد وشمال وجنوب سيناء، وتشهد محافظة الوادي الجديد مؤخرا طفرة كبيرة في طرح مشروعات للتوسع في إنتاج النخيل البرحي والمجدول، وهى من أجود الأصناف العالمية التي تشهد إقبالا كبيرا في العالم ومطلوبة للتصدير بكميات كبيرة.
وقال الدكتور عز الدين العباسي، مدير المعمل المركزي لتطوير نخيل البلح بمركز البحوث الزراعية، إن الأصناف المصرية نصف الجافة ستكون مؤهلة للتصدير قريبا، وهي كالسيوي والصعيدي والعجلان والعامري، وهي أصناف تتحمل التخزين وتتمتع بخواص تسويقية مميزة تجعلها مرغوبة من المستهلك.
ولفت إلى أن المعمل توصل إلى عدد من المعاملات ما بعد الحصاد للحفاظ على الأصناف الجافة بالتبريد والتغليف الجيد للحفاظ عليها طازجة بدلا من تجفيفها؛ لأن التمور نصف الجافة التي تطرح في شهر رمضان للجمهور قيمتها التسويقية منخفضة وغير مرغوبة في التصدير، ولكن مع الحفاظ عليها بالتبريد ترتفع قيمتها التسويقية مثل أصناف الملاكابي والبرتمونا، والتي طرحت في بعض المناطق في حالتها الطازجة ووصل سعرها إلى 50 جنيها للكيلو بعد أن كانت أسعارها وهي جافة بين 14 و16 جنيها.
وأكد أن التوسع في زراعة أصناف المجدول والبرحي هو مستقبل الصادرات المصرية من التمور، وبدأنا خلال السنوات الأخيرة زيادة مساحات الصنفين من خلال الاستثمارات الخاصة المصرية والأجنبية، ووصلنا إلى الآن لزراعة قرابة مليون شجرة بلح برحي و300 ألف شجرة بلح مجدول.
الملفات الفنية
ومؤخرا تمكنت الإدارة المركزية للحجر الزراعي من الانتهاء من الملفات الفنية لتصدير التمور من مصر إلى الصين، وأجرت وفود من الصين زيارات إلى عدد من مزارع التمور في مصر، ومن المنتظر أن تصدر مصر إلى الصين التمور الطازجة ومنتجات التمور المختلفة.
ومن جانبه طالب الدكتور سميح مصطفى، رئيس الاتحاد العام لمنتجي ومصدري الحاصلات البستانية، بالاهتمام بالصناعات التي تقوم على التمور ومشتقاتها كمسحوق نواة البلح المطلوب عالميا بشكل كبير لاستخدامه في الإضافة لبعض أصناف القهوة المميزة، وتستخدم مخلفاته كعلف للحيوانات، إلى جانب مسحوق التمر منخفض السكروز، والذي يستخدمه مرضى السكر في تحلية المشروبات وصناعة المخبوزات وهي جميعها منتجات مميزة ومطلوبة عالميا ومحليا.