أبرز مخططات بريطانيا لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني
شهد الاتفاق النووي الإيراني انهيارًا ضخمًا، وذلك بعد انسحاب الولايات المتحدة منه في عام 2018، مما أدي إلى تصاعد وتيرة الأحداث بين البلدين، وطالت هذه الاحداث الدول الأعضاء في الاتفاق النووي وسط مخاوف من خرق إيران لبعض التزاماتها.
وعلي غرار هذه الأزمة تصاعدت التوترات بين بريطانيا وإيران، وخاصة بعد سلسلة من الأحداث كان أحدثها احتجاز بريطانيا لناقلة نفط إيرانية في مضيق جبل طارق، بسبب الاشتباه بأنها تحمل النفط الإيراني إلى سوريا، وذلك في انتهاك لعقوبات الاتحاد الأوروبي، رغم نفى إيران أن تكون وجهة الناقلة "جريس 1" هي سوريا، ووصفت الاستيلاء عليها بأنه "قرصنة".
تهديدات لإيران
ودفع هذا الأمر بريطانيا إلى رفع مستوى التهديد، الذي يواجه النقل البحري البريطاني في المياه الإيرانية في الخليج، إلى "الحرج" وهو أعلى مستوى، مما أدي إلى زيادة التوترات في المنطقة.
وتري بريطانيا أن هناك نافذة صغيرة من الوقت لإنقاذ الصفقة النووية الإيرانية، فيما أشارت طهران إلى أنها ستستأنف برنامجها النووي الذي يرى الغرب أنه غطاء لصنع قنابل ذرية إذا فشلت أوروبا لبذل المزيد من الجهد لإنقاذ الاتفاق.
محاولة لوقف الانهيار
ويسعي وزير الخارجية البريطاني، جيرمي هانت، لوقف انهيار الاتفاق النووي الإيراني، وتخفيف حدة التوتر في الخليج، وذلك من خلال عقد لقاءات مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، لمناقشة مخاوف بشأن خرق إيران لبعض التزاماتها.
وفي اجتماع وزراء الخارجية للدول الأعضاء المشاركة في الاتفاق النووي سيعمل هانت مع الشركاء الأوروبيين للصفقة - فرنسا وألمانيا - على تشجيع إيران بالالتزام بتعهداتها وتأكيد التزامهم بالصفقة، مشيرين إلى قلقهم بشأن العلاقات الأمريكية الإيرانية وأحداث الخليج.
لهجة شديدة
وبحسب تحليل مراسل هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" الدبلوماسي جيمس روبنز، ستقوم بريطانيا وفرنسا وألمانيا بتدخل شديد اللهجة لمحاولة منع تدهور الأزمة في العلاقات مع إيران.
وينصب البيان المشترك بين الدول الأعضاء على ضرورة محاولة الحفاظ على الاتفاق النووي لعام 2015 الذي تخلى عنه الرئيس ترامب لصالح زيادة العقوبات ضد إيران.
وكانت تيريزا ماي وإيمانويل ماكرون وأنجيلا ميركل أعربوا عن قلقهم من خطر الاتفاقية النووية تحت وطأة العقوبات الأمريكية وقرار إيران بعدم تنفيذ أجزاء رئيسية من الصفقة، كما أنهم سعوا لحث جميع الدول على التوقف والنظر في العواقب المحتملة لأعمالهم.
آلية تجارية
ومن ناحية أخرى يسعي الأوروبيون لإنشاء آلية "Instex "الخاصة بهم، وهي قناة للتجارة قائمة على المقايضة مع إيران، ولكن لم يتم بعد إنشاء آلية إيرانية معادلة، وفي حالة المضي قدمًا في هذه الآلية، فستتناول في البداية فقط منتجات مثل الأدوية والمواد الغذائية التي لا تخضع لعقوبات الولايات المتحدة.
إيران لبريطانيا: سنصدر النفط تحت أي ظروف
وكان وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت أكد أن إيران لا تزال تحتاج إلى عام واحد لإنتاج سلاح نووي، غير أن "النافذة ضيقة" لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015، مشددًا على أن الصفقة لا تزال على قيد الحياة، رغم انسحاب الولايات المتحدة منها العام الماضي وتقليص طهران مسؤولياتها بموجبها، مشيرا إلى أن لجنة مشتركة خاصة بالتجاوزات الإيرانية ستعقد قريبا اجتماعا لها.