محسن سرحان: لا أحبك لأنك إنجليزية
في مجلة روز اليوسف عام 1958 نشرت رسالة أرسلها الممثل المصري محسن سرحان إلى معجبة إنجليزية تعرف عليها أثناء تمثيله أحد الأفلام في مدينة مراكش "المغرب".
وتبدأ القصة حين سافر محسن سرحان مع فرقة يوسف وهبى إلى بلدان شمال أفريقيا ليلتقى بالفتاة الإنجليزية الجميلة "بيرس فورد" التي أحبته وأصبحت تناديه بكازانوفا.
وعندما انتهت الفرقة من تقديم عروضها عادت إلى أرض الوطن وظن محسن سرحان أن موضوع هذه الفتاة قد انتهى حتى فوجئ بخطابات متتالية من الفتاة الإنجليزية تعبر له فيها عن حبها له حتى وصلته برقية منها تقول انها تعلمت العربية وأنها آتية إلى مصر لتعيش معه.
وقع محسن سرحان في مأزق خاصة وأنه متزوج ويقيم مع زوجته وأسرته، وبسرعة أرسل إلى الفتاة برقية نشرتها روز اليوسف يقول لها فيها: عزيزتى بيرس كم كنت أود أن أحقق حلمك الجميل وأساعدك على الإقامة معى بمصر بصفة دائمة غير إن هناك أشياء كثيرة تمنعني من إتاحة هذه الفرصة.
وأول الأسباب هو انك إنجليزية مع الأسف الشديد ولا تحتاجين بالطبع أن أشرح لك معنى كلمة إنجليزية بالنسبة لنا في مصر، وأنا ممثل وكل رأسمالي هو جمهورى فماذا يكون رد فعل جمهورى حين يعرف أنى أحب إنجليزية وأعيش معها.
كل ما أطلبه هو أن تحاولى نسيانى، وإن ما تتصورينه حبا ليس إلا إعجابا فقط منك لمجرد ممثل قابلته ذات يوم، إنى أقدرك وأحترم شعورك ويجب أن أمانى كثيرة.. لكن الأيام لا تساعده على تحقيقها تعلمى أن الإنسان يريد في حياته.
وأخيرا أرجو لك السعادة ومزيد من النسيان.
وفي العدد التالي من مجلة روز اليوسف نشرت ردا من الفتاة الإنجليزية تقول فيه: عزيزى محسن إننى أبكى منذ أن تسلمت رسالتك وقد تجد أثرا من الدموع فوق رسالتى هذه، إننى لم أكن يوما من عاشقات السياسة أو الحروب ومع ذلك عاملتني في رسالتك على أنى زعيمة سياسية وحملتنى عواقب ما تفعله حكومة إنجلترا سياسيا.. إني أعذرك وأتمنى لك السعادة.