«حلمنا يستحق».. كلمة سر تفوق الثاني مكرر علمي علوم في كفر الشيخ
"حلمنا يستحق" تلك هي الكلمة التي اعتاد عاصم سميح الخرصاوي، على سماعها من والدته طوال رحلته خلال فترة الثانوية العامة، "عاصم" هو الطالب الوحيد الذي خرج من محافظة كفر الشيخ ضمن 40 طالبا أوائل ثانوية عامة على مستوى الجمهورية، كونه الثاني مكرر علمي علوم بالجمهورية بمجموع 409.5، وينتمي لأسرة صغيرة تتكون من أب ويعمل دكتورا صيدليا، وام وتعمل بجامعة كفر الشيخ، وأخ أكبر يدعى "باسم" بالفرقة الخامسة بكلية الطب بجامعة كفر الشيخ.
انتقلت "فيتو" إلى منزل الثاني مكرر والكائن بحي الزهور بمدينة كفر الشيخ، لتحاوره وتتعرف منه على رحلة عبوره من مرحلة الثانوية العامة أو المرحلة "البعبع" كما تسميها الأسر المصرية.
والدتي مديرة أعمالي
يقول "عاصم": إن يومي يبدأ من الساعة العاشرة صباحا، وأستمر في الدروس الخصوصية حتى الخامسة من عصر اليوم، بمعدل ٦ أو ٧ ساعات أقضيها بالدروس الخصوصية، ولم أذهب إلى المدرسة طوال الدراسة، وبصراحة شديدة لا يمكن الاستغناء عن الدروس الخصوصية، إلا من خلال مايسمى بـ"التعلم الذاتي"، وهو أن يستمع الطالب لدروس على برنامج يوتيوب يقدمها مدرسين في كافة المواد، ويوفر على نفسه "بهدلة" الدروس الخصوصية سواء كانت معنوية أو مادية، وللعلم لقد احتفظت بكل ذكرياتي عن تلك المرحلة حتى الأقلام الفارغة التي استخدمتها.
ويتابع، عاصم، بمجرد دخولي للمنزل في آخر اليوم، أحصل على قسط من الراحة، ثم أستيقظ لأبدأ في ترتيب ما درسته طوال اليوم، وأستعد لحفظ الدروس المطلوبة مني في اليوم التالي، ووالدتي كانت تشرف بشكل كامل على مواعيدي وواجباتي حتى أنني أطلق عليها "مديرة أعمالي".
الحفظ والتلقين 80% من المناهج
أردف، عاصم، قائلا: إن الثانوية العامة سواء علمي أم أدبي تعتمد على التلقين والحفظ بنسبة ٨٠ ٪، والمناهج تحتاج بعض الفلترة، والضغط والتوتر، عاملان أساسيان في إضاعة مستقبل طالب الثانوية العامة إذا لم يحدد هدفه منذ البداية، ولذا كنت حريصا على تحديد هدفي منذ اليوم الأول.
ضغط الأهالي سبب الانتحار
وأرجع، عاصم، إقبال بعض الطلاب على الانتحار خلال مرحلة الثانوية العامة، بسبب الضغط الشديد من الأهالي، قائلا: إن عدم استيعاب الابن وما يعانيه من ضغوط يومية، وكذلك عدم وضع برنامج يومي محدد للطالب أو الطالبة، فيضيع الوقت دون جدوى، وتكون المحصلة صفرا، وهو ما يجعل الطالب يشعر بالنهاية وهذا أمر مؤلم للغاية، وأتمنى من كل أب وأم أن يدعموا أبناءهم طوال مراحل حياتهم، وخاصة خلال الثانوية العامة، وعدم تفريغ ضغوطهم على أعصابهم، لأن هذا الأمر انعاكسه عليهم سيئ جدا، واعلموا أننا كطلاب مضغوطين أكثر من أهالينا بكثير ونحتاج للدعم المستمر.
نصيحة
وجه، عاصم، نصيحة لجميع طلاب الثانوية العامة الجدد، قائلا: قربوا من ربنا في كل وقت وليس أيام الامتحانات فقط، وكنت حريصا على أداء الصلاة في وقتها، سواء كنت في الشارع أو فور الانتهاء من الدرس، المهم أن ألبي نداء الصلاة، وهو الأمر الذي جعلني موفقا للغاية في دراستي.
أحلم باختراع
يختتم، عاصم، حديثه لـ"فيتو" بقوله: أتمنى أن أقضي عمري في اختراع أدوية حديثة تخفف الآلام مرضى السكر والسرطان والأورام والفشل الكلوي، لأنني أرى الكثير يتألمون في مصر من تفشي الكثير من الأمراض والرعاية الصحية ليست على المستوى اللائق، وأتمنى أيضا أن أحصل على منحة بجامعة ألمانية لدراسة الطب بشكل متطور.
والد عاصم: قابلت توتر عاصم بالاحتواء والتشجيع
يقول، الدكتور سميح عبد الباعث الخرصاوي، والد عاصم، فرحتي بعاصم لا تقدر ولا يمكن وصفها، ولقد تحملت الكثير من الأعباء المالية والتوتر النفسي، خلال رحلة الثانوية العامة مع ابني عاصم ومن قبله ابني الأكبر باسم، ولكنني كنت أتغلب على ذلك باحتوائهم وتشجيعهم المستمر للمواصلة، وعدم إظهار قلقي لهم، ونصيحتي لهم دائما "الالتزام" الديني والخلق والقرب من الله هو من ييسر لهم كل شيء.
اعتصام أولياء الأمور بكفر الشيخ بسبب حجب نتيجة الثانوية العامة (صور)
"حلمنا يستاهل"
تقول، غادة البابلي، والدة عاصم، وتعمل بجامعة كفرالشيخ: لقد عشت عبئا نفسيا لا يمكن وصفه خلال تجربة الثانوية العامة مع أبتي، وكلما شعرت أن عاصم سيقع وتفطر عزيمته، أقول له "حلمنا يستاهل" فيعود لنشاطه من جديد، وكنت أسهر معه طوال الليل خلال مذاكرته حتى لايشعر أنه وحده، أما خالة عاصم وتدعى الدكتورة "سامية البابلي" باحثة بمركز البحوث الزراعية، فتؤكد، كنت متوقعة نجاح عاصم وتفوقه حتى أنه في أحد المرات كان يلتقط صورة لنفسه، فلم تعجبه وقال "لازم أتصور صورة كويسة لكي تنشر عندما أصبح من أوائل الجمهورية" وقد حقق الله له ما أراد.