الانتخابات وعدم استعداد الجيش.. كلمة السر في لجوء إسرائيل للتهدئة مع حماس
في الوقت الذي يلفظ فيه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أنفاسه الأخيرة سياسيا، يحاول كسب أي نقاط تضاف إلى رصيده قبل الانتخابات ليتمكن من تحقيق حلمه بتشكيل الحكومة المقبلة والفوز في الانتخابات الإسرائيلية المقرر لها في 17 سبتمبر المقبل، ولأن سكان الجنوب شوكة في حلق رئيس وزراء الاحتلال ويعول على أصواتهم في الانتخابات فكان يجب التخفيف من وطأة هذه الشوكة ولن يحدث ذلك إلا بتهدئتهم وتطمئنتهم من صواريخ حماس التي تقض مضاجعهم وبالتالي تجعلهم يوجهون سهامهم تجاه نتنياهو وأعوانه.
جيش الاحتلال غير مستعد للحرب
واختار نتنياهو في هذا التوقيت أن يجري بعض التسهيلات مع حركة حماس واللجوء لتهدئة جديدة في فترة عصيبة تمر بها الساحة السياسية في إسرائيل، تؤكد أنها في غنى عن أية مناوشات أو حرب أو حتى عملية عسكرية صغيرة مع قطاع غزة لأن جيش الاحتلال غير مستعد في فترة الانتخابات.
وأعلنت حركة "حماس"، أن وفودا قطرية وأممية ستزور قطاع غزة خلال الأيام المقبلة، لمتابعة تنفيذ بنود تفاهمات التهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، كما أعلن المتحدث باسم الحركة، عبد اللطيف القانوع، أن الوفود القطرية والأممية ستتابع ملف تمديد خط كهرباء 161 من إسرائيل للقطاع، والبنية التحتية للمياه، وملف بناء مستشفى ميداني ضخم في محافظة شمال قطاع غزة.
في الوقت نفسه تقدم إسرائيل تسهيلات للقطاع في إطار الطريق إلى التهدئة مع حماس، علمًا بأنها تهدئة مؤقتة تسبق أيضًا "صفقة القرن" التي من المقرر أن يعلن عنها غالبا قبل الانتخابات الإسرائيلية.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الأحد، فإن إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة تحاولان العودة إلى مسار التهدئة على الحدود فيما بينهما، تحت رعاية الجهود الكبيرة التي بذلها الوسطاء بين مصر وقطر والأمم المتحدة.
تسهيلات في المعابر
وكشف الخبير العسكري الإسرائيلي، يوآف ليمور، أن معبر كرم أبو سالم، سيشهد مزيدًا من إدخال البضائع للقطاع، في حال تم تثبيت التهدئة مع حماس.
وذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" في التقرير أن إسرائيل ليست لها مصلحة في إغلاق المعبر، وكذلك حماس، لهذا سيبقى معبر كرم أبو سالم أنبوب الأوكسجين الوحيد"، موضحة أنه في حال صمدت التهدئة، فإنه سيشهد مزيدًا من إدخال البضائع.
وأَضاف التقرير أن مرور خمسة أعوام على اندلاع حرب غزة الأخيرة في يوليو 2014، يشير إلى حالة من التعايش الهش على الحدود الإسرائيلية مع قطاع غزة، وهي فرصة للحديث عن جملة من التطورات الأمنية والميدانية بين الجانبين، موضحًا أن من بين الروابط التي ما زالت قائمة بين غزة وإسرائيل تظهر مسألة المعابر، فبعد أن كانت هناك خمسة معابر، وهي: كرم أبو سالم للبضائع، ومعبر إيرز للأفراد والمركبات، ومعابر صوفا وكارني وناحال عوز لإدخال الوقود، اليوم لم يتبق سوى معبرين فقط، وهما كرم أبو سالم جنوبا وإيرز شمالا.
وتأتي التهدئة الحالية عقب مقتل الناشط الحمساوي محمود أحمد صبري الأدهم، 28 عاما، في "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، الخميس الماضي بنيران الجيش الإسرائيلي، وبعد إطلاق صاروخين من القطاع إلى الأراضي الإسرائيلية.
وحسب الإعلام العبري فإن إسرائيل، لديها رغبة في المضي قدمًا في إجراء التسهيلات والمشاريع في غزة، طالما تم الحفاظ على التهدئة على الحدود مع غزة.
واقترحت إسرائيل على الفصائل بغزة، سلسلة تسهيلات جديدة، مقابل الهدوء، وقال الموقع العبري "واللا"، إن التسهيلات تشمل دخول الأموال القطرية، لإنشاء منطقة صناعية لتشغيل 5 آلاف عامل فلسطيني، وإنشاء محطة توليد كهرباء، والموافقة على إدخال المساعدات الطبية، وتسهيلات للعمال والصيادين، وأضاف الموقع العبري، أن هدف هذه التسهيلات، هو إبعاد شبح التصعيد عن الجنوب، والحفاظ على حالة من الهدوء على حدود قطاع غزة.