رئيس التحرير
عصام كامل

دعاة السوبر ماركت !


إنها ثلاثية جديدة -نأمل أن يكون لها أثرها وتأثيرها كثلاثية نجيب محفوظ- يكملها الصديق الزميل العزيز "وائل لطفي" الكاتب الصحفي اللامع.. فبعد كتابيه "ظاهرة الدعاة الجدد" و"الطريق إلى داعش" يقدم "لطفي" لنا وللمكتبة العربية كلها كتابه الثالث "دعاة السوبر ماركت" ليكمل بانتظام وخطى ثابتة رؤيته الشاملة للظاهرة الدينية كلها في مصر بكافة أجنحتها وعلي كل مساراتها..


كثيرون يكتبون عن التطرف والإرهاب.. قليلون من يملكون الرؤية.. وقليلون جدا من يملكون الرؤية والموقف.. ومن هذا النوع الأخير يقف "وائل لطفي" في الصدارة.. له انحيازته السياسية الواضحة التي اختارت معسكر الوطن والناس، وعند الوطن اختار "لطفي" الوطن صاحب الدور الذي يمتلك زمام أمره ويخطط لمستقبله ويرعى أبناءه.. وعند الناس اختار "لطفي" الكادحين والبسطاء.

ولذلك عندما وقف وتوقف ليحلل الظاهرة كلها وجدها مرتبطة بالضرورة بمخطط إضعاف هذا البلد الآمن.. وبمخطط العدوان عليه بشكل مباشر.. إلى مخطط الانفتاح والخصخصة وتدشين المجتمع الاستهلاكي ونفوذ الوهابية في البلاد.. ولا يراها -الظاهرة يعني- زرعا منفصلا ولا نبتا شيطانيا.

خلال سنوات طويلة عرفنا فيها الكاتب المرموق منذ ما بعد الثانوية إلى اليوم يعافر "لطفي" مع الحياة لينجح نجاحا كبيرا.. ملحوظا ومنظورا.. ويتعامل مع الواقع بحلوه ومره.. ولكن في الحالات كلها بقي كما هو.. "وائل لطفي" بقناعاته التي عرفناه بها.. لا تحولات كبري ولا تقلبات مربكة.. بل وبلا تحولات أو تقلبات من الأصل.. فلم نره بالحزب الوطني ولا في مقر المقطم ولا لاهثا ليبدو في الصورة بأي نسبة، حيث كان الجميع يلتقط الصور في الفورمنت وغيرها.

ولذلك عندما يكتب عن الظاهرة ستصدقه.. ليس عليك إلا أن تصدقه!

"وائل لطفي" صاحب الأسلوب الأبسط يقترب بالقراء إلى حيث يريد.. لتجد المعلومة والنتيجة يتسربان إلى أذهانهم بأسرع مما تخيلوا هم أنفسهم.. وفي رشاقة تجمع بين الأدب والسياسة والصحافة يقدم "وائل لطفي" في 2019 "دعاة السوبر ماركت" وربما كان "مستقبل الظاهرة كلها" هو كتابه القادم.. وقد يكون غيره.. في كل الأحوال سنبقي في الانتظار..
وإلى كتاب جديد وكاتب آخر مبدع.
الجريدة الرسمية