هل انتهى زمن الإخوان في الكويت؟.. القبض على خلية جديدة رسالة قوية للتنظيم وأذنابه بالمنطقة.. بؤر الجماعة في الخليج تتآكل واحدة خلف الأخرى.. وباحثة: تيارات الإسلام السياسي ضد مفاهيم الدولة الوطنية
ضربة كبرى، وجهتها دولة الكويت إلى جماعة الإخوان الإرهابية، إثر القبض على خلية إرهابية، وأعضائها الثمانية، الهاربين من حكم قضائي في مصر، بعد رصد مؤشرات قادت إلى الكشف عنهم، واعترفوا بقيامهم بعمليات إرهابية، للإخلال بالأمن في أماكن مختلفة بالبلاد.
ضربة استباقية
دلالات عدة يمكن قراءاتها من خلف العملية الكويتية بحق التنظيم الإرهابي، أولها أن العبث بأمن مصر، ليس مقبولًا من أي دولة خليجية، باستثناء قطر، حتى الدول التي تتخذ موقفا وسطًا من الجماعة مثل الكويت، لن تكون ممرًا آمنا لأعضاء الإخوان، إذا ما حاولوا اللعب بأمن الدولة المصرية، خاصة أن الكويت سبق لها اعتقال عناصر إخوانية عام 2013 في عز قوة التنظيم، ومحاولته لي عنق البلاد.
في ٢٠١٤ أوقفت الكويت القيادي الإخواني محمد القابوطي، المتهم بحرق مركز شرطة في بورسعيد وسلمته لمصر، وفي 2017 استعاد الإنتربول المصري عناصر إخوانية بالكويت، متهمين بحرق كنيسة ماري جرجس بسوهاج، في فض اعتصامي رابعة والنهضة.
جذور التنظيم بالخليج
منذ بداية الجماعة في الخليج، وهي تتعامل مع بلدانه بحرص بالغ، ولا سيما أن دول مجلس التعاون، تملك مؤسسات تعمل بوحدات شبه متجانسة في جميع البلدان، لذا كان على التنظيم، مواجهة هذه الوحدة المؤسسية، بعمل خطة انتشار جغرافية بإستراتيجية واحدة، للتغلغل داخل مجتمعات الخليج، وهو ما يفسر تشابه تجربة الإخوان في هذه الدول بدرجة كبيرة.
كانت العلاقة تبادلية بين دول الخليج والإخوان، الطرف الأول يقدم الإيواء والدعم المادي، والثاني يقدم القدرات التعبوية والتنظيمية والإدارية، وكان ذلك سببا في سيطرة الإخوان على قطاعي التجارة والتعليم، وخاصة في عقدى السبعينيات والثمانينيات، بجانب منابر الإعلام والدعوة الدينية، وأصبحت الأجواء ملائمة للانطلاق من الخليج، بعد تحويله إلى منطقة تمركز للفكرة الإخوانية.
النوايا الإخوانية كشفتها حرب الخليج الثانية، وموافقتهم على غزو صدام للكويت، لتدق الأزمة أول مسمار في نعش العلاقة بين الجماعة والخليج، من السعودية للكويت، حتى انتهت إلى فراق كامل، بعدما تأكيد الجميع من مشروعاتها التخريبية كما هي اليوم، وعدم وضوح الفارق بين أيديولوجيا الإخوان والجهاديين، في ظل التعاون الوثيق بينهما للإجهاز على بلدان المنطقة.
تعريف واضح للإرهاب
الدكتورة نجاة السعيد، الباحثة في شئون الجماعات الإسلامية، ترى أن التعريف الضبابي للإرهاب، وعدم تصنيف كل فئة إرهابية وكيفية إرهابها، من أكثر الأسباب التي تدعو إلى استمرار الحرب على الإرهاب في المنطقة.
وأوضحت السعيد، أن الإرهاب قد يكون جسديًا كما تقوم به الجماعات القتالية مثل «داعش» و«القاعدة» عبر دمويتها، أو أيديولوجيًا كما هو في جماعات دعاة الإسلام السياسي، مردفة: أهم ما تدعو إليه تلك الجماعات هو عدم اعترافها بالدولة الوطنية، وقد شاهدنا ذلك واضحًا في جماعة الإخوان في مصر بعد أحداث «الربيع العربي».
وأكدت الباحثة أن استلام «الإخوان» للحكم في مصر، جعلهم يتحرشون بمؤسسات الدولة، وكان القضاء أول من استهدفوه متمثلًا بالإعلان الدستوري في 22 نوفمبر 2012 للإطاحة بالنائب العام المصري.
وأضافت: هذا النهج بعدم احترام الدولة الوطنية لا نجده عند «الإخوان» فقط، بل هذا نهج تيارات الإسلام السياسي باختلاف مذاهبها، وتابعت: عند تصنيف جماعة «الإخوان» أو تيارات «الإسلام السياسي» المختلفة على أنها إرهابية، يجب توضيح أسباب هذا الوصف الذي ينطبق عليها، لكل تيار إرهابه الذي يختلف عن الآخر.