رئيس التحرير
عصام كامل

منتصر عمران يكتب: الإخوان والتحالف مع الجماعات الإرهابية في ليبيا

منتصر عمرن
منتصر عمرن



الإخوان لم يبقَ لهم وجود فعلي على أرض الواقع إلا في ليبيا، وليس على كامل الأرض، ولكن من خلال مساحات محدودة تعرف بالمناطق الواقعة تحت سيطرة حكومة الوفاق.


ومع ذلك ليس هذا الوجود ظاهرًا، ولكن من خلف الكواليس، فيما يسمى حكومة الوفاق، وأنا أسميها حكومة الإخوان.

وتمثل ليبيا للإخوان آخر معقل حيوي في منطقة الشرق الأوسط، وليس ذلك إلا سبب واحد، وهو مجاورتها لمصر؛ الجائزة الكبرى للإخوان.
فلذلك يحاول الإخوان بدعم التركي القطري والتحالف مع جماعات العنف والإرهاب في عدم إنهاء الأزمة الليبية حتى تصبح الحدود الغربية لمصر دائمًا على توتر؛ ظنًّا من الإخوان أن ذلك يسبب عدم استقرار للنظام المصري على الأمد القريب.

فعليه، ومن وجهة نظري البحتة، أن الموقف على أرض الواقع الليبي متشابك والرؤية فيه ضبابية، سواء بالنسبة للدول المؤيدة لكلا الطرفين، سواء الإقليمية منها أو الدولية.

والغريب في الأمر أن موقف جميع الدول بدون استثناء يطالب بالحل السياسي في البيانات الرسمية الصادرة من وزارات الخارجية للدول المعنية بالأزمة الليبية.

وعلى أرض الواقع نجد أن هناك دولًا ليست مجاورة للدولة الليبية تؤيد طرفًا دون طرف، وتصفه بالطرف الشرعي المؤيد عالميًّا، وهنا أقصد تركيا وقطر، فتركيا تمد سراج بالسلاح بل والجنود.. وهذا ما أثبته المسماري عندما أعلن عن دعم تركي وتدخل في الشأن الليبي وزرع الفتنة في ليبيا، وخاصة بعد عدم تمكن حفتر من السيطرة على مدينة غريان المدخل الرئيسي للعاصمة.

والواضح أن إعلان المسماري عن أن طائرات تركيا أصبحت هدفا من قبل قوات الجيش لن يغير من دعم تركيا للجماعات الإرهابية لأن هذه الجماعات توجد وذات نفوذ داخل الأراضي التي يسيطر عليها ما يسمى بحكومة السراج.

وهنا تكمن الأزمة الحقيقية.. إن هناك طرفين ليبيين أحدهما يمثله الجيش الوطني بقيادة حفتر، وآخر يمثله السراج، وله تأييد من بعض الدول الخارجية.

لذا يأتي الحل السياسي؛ لابد أن يتم من خلال جهود الأمم المتحدة، ولابد أن يتفق العالم بأسره على دعم الجيش الوطني الليبي أولا حتى يتسنى إخراج الجماعات الإرهابية لأن حكومة السراج تستعين بالجماعات الإرهابية من أجل الصمود في وجه الضربات القوية من قبل الجيش الليبي، كما أن السراج يريد استغلال الجماعات الإرهابية كورقة ضغط حتى يكون له دور في المستقبل الليبي.

والذي يبرهن على ذهبت إليه من وجود جماعات العنف في ليبيا الحادث الأخير، والذي يعد سابقة هي الأولى من نوعها تحدث في أي بلد إسلامي من قبل.. نفذت جماعة إرهابية، وهي عبارة عن سيارة مفخخة، انفجرت داخل مقبرة الهواري في مدينة بنغازي، كانت تستهدف مجموعة من قادة الجيش الليبي... في تطور خطير لم تراعَ فيه حرمة المقابر.. حيث أمرنا رسولنا الكريم بزيارة القبور واحترام قبر الميت لدرجة أنه نهى عن السير بالأرجل على المقابر، وأن ـُراعى حرمة الأموات فحرمة الميت كحرمة الحي، فما بالنا بتفجيرها؟!!

فأين الإسلام من هؤلاء؟! فهم لا يراعون دينًا ولا عُرفًا، وأنهم في طريق أهدافهم السياسية يدوسون على كل عرف من دين أو خلق أو وطنية.. فليس لدى جماعات الإرهاب خط أحمر في طريق غاياتهم الخبيثة.

فأين من يدعون أنهم علماء من هذه العملية؟! وأين المجتمع الدولي من مثل هذه العمليات أيضا؟!
لا بد من وقفة دولية تحول دون تحويل ليبيا إلى ساحة من العراك الذي تنفذه جماعات الإرهاب، يكون ضحيته الوطن والشعب الليبي.

فعليه أصبح واجبا الوصول إلى حل سياسي ليبي خالص يتم من خلاله الاتفاق على إخراج الجماعات الإرهابية من الأراضي الليبية أولا.. حتى تكون الساحة مهيأة لإتمام المصالحة، وتكون بدايتها إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية والعمل على عودة المؤسسات إلى الخدمة مرة أخرى. ومن دون ذلك ستتفاقم الأزمة، وخاصة في وجود التدخل التركي القطري بكل الإمكانيات الاستخباراتية واللوجستية مما يؤدي إلى نشوب حرب أهلية حادة ستكون وبالًا، ليس على ليبيا فقط، ولكن على المنطقة بأسرها.
الجريدة الرسمية