تعاون نتنياهو وترامب.. علاقة مصالح تخدم "بيبي" في الانتخابات
العلاقة بين رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الملقب بـ"بيبي"، والرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ليس مجرد علاقة صداقة عادية بين اثنين وإنما علاقة مصالح مشتركة لكن المستفيد الأول منها هو نتنياهو، وخاصة أنه جنى ثمار ذلك في الانتخابات الأخيرة ما أدى إلى فوزه وإن لم يتمكن من تشكيل الحكومة، لكن الجميع يرجع ذلك إلى الهدايا التي قدمها له ترامب قبل الانتخابات والتي ساهمت بشكل كبير في نجاحه في الانتخابات الأخيرة التي أجريت أبريل الماضي.
وكان من أبرز الهدايا التي حصل عليها ترامب قبل الانتخابات الأخيرة الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، والانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، لكن لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أن التوقعات هذه المرة تقول أن الانتخابات الإسرائيلية المقبلة سيسبقها هدايا "ترامبية" جديدة قبل الموعد المحدد لها في 17 سبتمبر المقبل.
هدايا جديدة
ويمكن أن يساعد ترامب نتنياهو في التحضير للانتخابات بهداية جديدة مثل العمل كمدافع صادق عن مؤيديه الإنجيليين، ومعظمهم من مؤيدي إسرائيل، وقد تبرم الولايات المتحدة في نهاية المطاف عقد اتفاق دفاع عام أو مجرد إعلان مبدئي مشترك مع إسرائيل، ولكن إذا سافر ترامب إلى إسرائيل قبل الانتخابات للإعلان، فسوف يقدم هدية جديدة وخدمة رائعة لصديقه.
وفي المؤسسة العسكرية في إسرائيل، تم تقسيم الآراء حول مسألة تحالف الدفاع لأكثر من عقدين، والسؤال الرئيسي هو ما إذا كانت إسرائيل تضحي ببعض من حرية المناورة - على سبيل المثال، في حالة الحاجة إلى اتخاذ إجراء ضد حزب الله - في مقابل التزام أمريكي بالدفاع عنها في أوقات الحرب.
وقبل بضعة أسابيع، اجتاحت حالة من الذعر بعض الوزراء في إسرائيل، بسبب السيناريوهات التي خلقتها المخابرات حول إمكانية استفزاز إيراني على أحد حدود إسرائيل، في محاولة لتحفيز الأمريكيين على العودة إلى المفاوضات، والخوف الأكبر هو أن إيران لها تأثير كبير على أعضاء الجهاد الإسلامي هناك، ويمكنها أن تستغل ذلك، لتلبية احتياجاتهم الخاصة في قطاع غزة.
وتتوقع إسرائيل إن قائد لواء الجهاد الشمالي، بهاء أبو العطا، الذي اتهمته إسرائيل بالفعل بمحاولة إسقاط الهدنة في أبريل الماضي يمكنه أن يصعد الوضع وفقا للتوجهات الإيرانية، لذا ينتظر نتنياهو أيضًا من ترامب البت في هذه المسألة قبل الانتخابات لتهدئة الرأى العام الإسرائيلي وتقليل شعور الخوف من ردود فعل طهران.
علامات مقلقة
وتشير التوقعات الإسرائيلية إلى أن التطورات الأخيرة في المنطقة هي مقدمة لعملية أوسع، مع وجود علامات مقلقة في عدد من القطاعات التي تشير إلى إغلاق الإطار الزمني المريح نسبيًا للأمن في إسرائيل، في ضوء الاضطرابات في العالم العربي، والحرب الأهلية في سوريا والهدوء على حدود غزة منذ عام 2014.
وفي الوقت الذي يسعى نتنياهو فيه بخطوات حثيثة للنجاح مرة أخرى في الانتخابات فإن النمو الاقتصادي في إسرائيل آخذ في الانخفاض، والعجز في ارتفاع، وتحذر الخزانة من أن هناك فجوة قدرها 25 مليار شيكل في الميزانية، وسيتعين على وزارة الجيش التنافس على حصتها مع وزارات الرفاه والصحة والتعليم.
خطوة مدوية
وفي الانتخابات السابقة عزز نتنياهو بعناية علاقاته الجيدة مع قادة الولايات المتحدة وروسيا والهند والبرازيل ودول أخرى عشية الانتخابات الأخيرة، كان ترامب الأكثر سخاءً مع نتنياهو، لكن الآن، أصبحت الحاجة السياسية لنتنياهو وترامب متبادلة، وعندما يتعثر موقفه في صناديق الاقتراع، يحتاج نتنياهو إلى خطوة مدوية في الساحة الإستراتيجية.