رئيس التحرير
عصام كامل

خطوط الضواحي تسقط من حسابات مسؤولي السكك الحديدية.. عدم الانتظام في الحركة والتأخيرات "أبرز الأزمات".. ميكنة الإشارات تعطل عمليات التطوير.. والخطوط الطوالي تستحوذ على اهتمام قيادات النقل

خطوط السكك الحديدية
خطوط السكك الحديدية

«سقطت سهوًا من حسابات النقل».. من هذا المنطلق تتعامل قيادات وزارة النقل والمواصلات، وهيئة السكك الحديدية، مع خطوط «الضواحي»، لتؤكد أن الخطوط درجات، ليس فقط على مستوى الركاب، ولكن على مستوى الخطوط، هناك خطوط vib وخطوط أخرى منسية.


«الخطوط الطوالي» الوحيدة التي ظلت على طاولة اهتمام قيادات الوزارة والهيئة، مثل خطوط القاهرة الإسكندرية المباشرة، أو خط الصعيد المباشر، لكن تبقى خطوط الضواحي هي الأشد فقرا وإهمالا من جانب الوزارة، والتي لا تجد مكانا في خطط التطوير.

وفي مقدمة الخطوط التي خرجت من حسابات وزارة النقل والسكك الحديدية، خط «بنها – منوف» الذي ينقل يوميا نحو 100 ألف راكب، ورغم هذا لم يتم اعتماد أي مخطط تطوير له منذ نحو 50 عاما تقريبا، ولم يدخل الخط في مخطط ازدواج الخطوط الخاصة بالقطارات.

ومن أبرز أزمات الخط والتي يعاني منها الراكب هي عدم وجود أي موعد للربط مع خطوط القاهرة من الباجور أو عبر هذا الخط، وسبق أن اعتمدت السكك الحديدية منذ 20 عاما تحرك موعد قطار من منوف إلى الباجور ومنها إلى بنها ثم القاهرة، لكن الهيئة تراجعت عن التنفيذ بسبب الوزير السابق كمال الشاذلي والذي رفض المشروع كونه لا يخدم إمبراطورية السائقين المقربين من الوزير الراحل.

عدم الانتظام في الحركة والتأخيرات
خط «بنها – منوف» لم يكن وحيدًا في قائمة الأزمات، فإلى جانبه خط «القاهرة – الفيوم» والذي يعاني من مشكلات عدم الانتظام في الحركة والتأخيرات التي تصل لأكثر من ساعة يوميا، فضلًا عن عدم وجود خطوط مكيفة لخدمة الركاب، وسبق وطالب ركاب الفيوم بتوفير خدمات مكيفة لنقل الركاب عبر الخطوط الخاصة بهم وتم تجاهل طلباتهم.

كما توجد العشرات من الخطوط التي خرجت من حسابات السكك الحديدية ومنها خطوط «القاهرة – المناشي»، وخط «الشرق»، وخط «بنها – الزقازيق» وخطوط «الضواحي» بالصعيد وخط «القاهرة - القناطر الخيرية»، وعدد آخر من الخطوط.

جرارات جديدة
من ناحية أخرى في الوقت الذي أعلنت النقل أنها تعاقدت على عدد كبير من العربات والجرارات لتطوير السكك الحديدية، تجاهلت «السكك الحديدية» أنها سبق وحصلت على دعم مالي لازدواج ما يقرب من 1000 إلى 2000 كيلو متر سكك حديدية، ولم تنفذ الهيئة أي مشروع لتطوير الخطوط المفردة وازدواجها، وهو ما يؤكد عدم وجود جدية في تطوير هذه الخطوط والتي مر عليها سنوات دون أن تدخل في مخطط التطوير.

وقال مصدر مسؤول بالهيئة القومية للسكك الحديدية: إن «أزمة الخطوط المفردة بالفعل مطروحة منذ فترة ليست بالقصيرة، لكنها اصطدمت بعدد من الخطط الأخرى والتي فرضت نفسها على خطة التطوير الشاملة، والتي كان من أبرز ملامحها تطوير العربات وشراء عربات وجرارات جديدة مما استهلك مبالغ مالية كبيرة كانت موجهة لصالح أعمال التطوير للخطوط».

ميكنة الإشارات
وأضاف: الخطة الأخرى التي كانت السبب في تأجيل التطوير للخطوط المفردة، «ميكنة الإشارات» والتي تنفذها شركات عالمية واستهلكت مبالغ مالية كبيرة الأمر الذي أدى لتأجيل الخطط الخاصة بالتطوير وازدواج الخطوط المفردة.

ومن جهته قال المهندس سمير نوار، الرئيس الأسبق للسكك الحديدية: الهيئة القومية للسكك الحديدية، عانت الكثير خلال السنوات السابقة وما تعرضت له مؤخرا كان بسبب الإهمال على مدار عقود طويلة، والمسؤولون الحاليون عن النقل والسكك الحديدية لن يتمكنوا من تنفيذ جميع مشروعات التطوير للسكك الحديدية في وقت واحد، والطبيعي جدا أن يتم تقسيم الخطوط إلى خطوط رئيسية وأخرى فرعية، وأن يتم التطوير في الخطوط الرئيسية أولا ثم تأتي الخطوط الفرعية بعدها.

كما أكد أن «الخطوط الخاصة بالضواحي هي خطوط روافد لنقل الراكب إلى الخط الرئيسي، وبالتالي إذا توقف الخط الرئيسي فلن يفيد أي تطوير في الخط المفرد أو الضواحي، لذا لا بد من تطوير الخطوط الرئيسية أولا على أن ينتقل التطوير بعد ذلك لخطوط الضواحي لكن بشكل تدريجي».
الجريدة الرسمية