افتتاح متحف نجيب محفوظ بتكية أبو الدهب الأحد المقبل
تفتتح وزارة الآثار، متحف الأديب العالمي نجيب محفوظ بمبنى تكية أبو الدهب الأثرية بحي الأزهر، مساء الأحد المقبل، بحضور الدكتور خالد العناني وزير الآثار، والدكتورة ايناس عبدالدايم وزيرة الثقافة.
وكانت وزارة الثقافة اتفقت مع وزارة الآثار على إعادة تخصيص الدورين الأرضي والأول لمركز متحف نجيب محفوظ، على أن يكون الدور الثاني مكاتب إدارية لتفتيش المنطقة الأثرية من موظفي وزارة الآثار، بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية بوزارة الآثار على تعديل القرار السابق الخاص بتخصيص الدورين الأول والثاني للمتحف.
وجرى الانتهاء من تجهيز المصاعد الكهربائية المخصصة للزائرين خاصة ذوي الاحتياجات الخاصة وذلك وفقًا للمعايير العالمية لإنشاء المتاحف، وجار التجهيز أيضًا لتنفيذ سيناريو العرض المتحفي عقب الانتهاء من التجهيزات المعمارية للمتحف بتكية محمد أبو الدهب.
وكانت التكية قبل استغلالها في إنشاء متحف نجيب محفوظ تعتبر مقلب قمامة لسكان وتجار المنطقة القائمة بها، حيث تقع في شارع تجاري بمنطقة الأزهر يحتوي على عشرات المحال التجارية.
وكانت وزارة الثقافة تقدمت بطلب لوزارة الآثار بتخصيص جزء من تكية أبو الدهب؛ لتكون متحفًا للكاتب الراحل نجيب محفوظ، على أن يتم فيه عرض مجموعة من مقتنياته، وتعمل شركة "المقاولون العرب" حاليًا على الانتهاء من التجهيزات اللازمة للمتحف.
يذكر أن مسجد ومدرسة وتكية محمد بك أبو الذهب أو مجمع أبو الذهب يقع تجاه الجامع الأزهر، شرع في إنشائه الأمير محمد أبو الدهب سنة 1187 هـ - 1703م، وكان أبو الذهب تابعًا لعلي بك الكبير أحد أمراء مصر، اشتراه سنة 1175 هجرية ~ 1761م، وقلده الإمارة وعرف بأبي الذهب لأنه لما ارتدى الخلعة بالقلعة صار ينثر الذهب على الفقراء في طريقه إلى منزله، وعظم شأنه في وقت قصير إلى أن انفرد بإمارة مصر.
هذا المسجد من المساجد المعلقة، أي التي بنيت مرتفعة عن مستوى الطريق وفتح بسفل وجهاتها دكاكين، له وجهتان إحداهما تشرف على ميدان الأزهر ويتوسطها المدخل الرئيس ويصعد إليه بسلم مزدوج له "درابزين" من الخرط، والثانية تقابل الجامع الأزهر وبنهايتها مدخل آخر يشبه المدخل الرئيسي.
وبنى هذا المسجد على نسق مسجد سنان باشا ببولاق من حيث التخطيط والطراز فيما عدا الفروق البسيطة، وهو مربع الشكل طول ضلعه 15 مترا تغطيه قبة كبيرة تتكون رقبتها من 16 ضلعًا، فتح بها شبابيك من "الجص والزجاج الملون"، وترتكز على حوائط المسجد بواسطة أربعة عقود تشغل أركان المربع، وكانت القبة محلاة بنقوش مذهبة لم يبق منها سوى آثارها، وفي أسفل الرقبة طراز مموه بالذهب مكتوب به آيات قرآنية تنتهى باسم محمد بك أبو الذهب، ويتوسط جدار القبلة محراب مكسو بالرخام الملون والخردة الملون والخردة المطعمة بالصدف وإلى جانبه منبر خشبى، وتجاه المحراب بالجدار المقابل له توجد دكة المبلغ محمولة على كابولين ولها "درابزين" من الخشب الخرط يصعد إليها وإلى سطح المسجد بواسطة سلم داخل هذا الجدار.
وللمسجد ثلاثة أبواب تنفذ إلى الأروقة الثلاثة المحيطة بجوانبه الثلاثة والتي تغطيها قباب محمولة على عقود ترتكز على أكتاف من الحجر وأعمدة من الرخام كما هو الحال بمسجد سنان باشا، وفى نهاية الرواق البحرى على يسار الداخل من الباب الرئيس مقصورة من النحاس المصنوع بتصميم جميل بها قبر المنشئ وجدرانه مكسوة بالقاشانى المزخرف، ويجاور هذه المقصورة مقصورة أخرى بها خزانة الكتب، وبالركن القبلي الغربي تقوم منارة شاهقة بنيت مربعة، لها دورتان وتنتهى من أعلى بخمسة رءوس على شكل زلع، وهى بشكلها هذا تعتبر فريدة بين المآذن التركية، هذا وقد ألحق أبو الذهب بمسجده من الجهة الغربية تكية وحوضا لسقى الدواب وسبيلا.
يقع جامع محمد بك أبو الذهب في ميدان الأزهر في الجهة المقابلة من مدخل الجامع الأزهر.
شيد هذا الجامع عام 1188 هجرية- 1774 ميلادية على يد محمد بك أبو الذهب وقد استخدم في بادئ الأمر ليكون مدرسة تساعد في استيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب الوافدين على الأزهر، ويعد رابع المساجد التي شيدت في العصر العثماني (مسجد سارية الجبل بالقلعة - مسجد سنان باشا ببولاق - مسجد الملكة صفية بالدواودية).
ويتكون المسجد من مستطيل مساحته 24x33 مترًا وهو من المساجد المعلقة وهي نوع من المساجد يكون مرتفعًا عن سطح الشارع والمسجد عبارة عن قبة يحيط بها ثلاثة أروقة مسقوفة بقباب أخرى أصغر من القبة الرئيسية، وتلك القباب محمولة على أعمدة رخامية، ونجد المحراب في جنوب شرق المسجد أسفل القبة الرئيسية، وقد تم تكسيته بالرخام، بينما منبر الجامع مطعم بالصدف وقد فتحت في رقبة القبة عدة نوافذ مغطاة بشبابيك من "الجص والزجاج الملون"، والتي تعمل على إضاءة صحن الجامع بإضاءة ملونة من خلال انعكاس أشعة الشمس عليها، وقد تم زخرفة باطن القبة بنقوش مذهبة، للجامع مدخلان أحدهما في الجهة الشرقية مواجه للجامع الأزهر، والمدخل الثاني في الجهة الشمالية يطل على ميدان الأزهر.